«تراجع كبير» الذهب يسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ 6 أشهر بعد تهدئة التوتر التجاري

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا اليوم الجمعة، حيث اتجهت لتسجيل أكبر تراجع أسبوعي خلال ستة أشهر، ويعد السبب الرئيسي لهذا الانخفاض هو ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي الذي قلل من جاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن، إلى جانب انحسار القلق المتعلق بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

تأثير الدولار على أسعار الذهب

تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1 بالمئة، ليصل إلى 3235.59 دولار للأوقية، حيث أظهرت الإحصائيات أن الذهب فقد أكثر من اثنين بالمئة منذ بداية الأسبوع الحالي، مما يجعله يتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ شهر نوفمبر من العام الماضي، على جانب آخر، ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.4 بالمئة لتصل إلى 3239.20 دولار، مما يظهر ضغوطًا متزايدة على الذهب تنبع من تعزيز الدولار الأمريكي لمكانته كعملة قوية.

أداء الدولار ودوره في تغير أسعار الذهب

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.4 بالمئة منذ بداية هذا الأسبوع، مسجلاً مكاسب أسبوعية للمرة الرابعة على التوالي، وتعد هذه المكاسب عاملاً مهمًا في تحديد حركة أسعار الذهب بالأسواق العالمية، حيث يؤدي تعزيز الدولار إلى زيادة تكلفة الذهب بالنسبة للمستثمرين الذين يتداولون بعملات أخرى، وبالتالي يقل الطلب عليه لصالح الدولار الأمريكي الأقوى.

انعكاسات الحرب التجارية بين أمريكا والصين

ساهم إعلان الولايات المتحدة والصين عن تخفيف السياسة الجمركية المتبادلة بين البلدين في تهدئة الأجواء الاقتصادية العالمية، حيث تم الاتفاق على تخفيض الرسوم الجمركية بشكل مؤقت، مما خفف من التوترات التجارية المستمرة منذ فترة طويلة، وأدى هذا الاتفاق إلى تغيير توقعات المستثمرين بشأن احتمالية حدوث ركود عالمي، حيث أصبحت المخاطر أقل مما كانت عليه في السابق وبالتالي تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تحديث حركة المعادن النفيسة

لم يكن الذهب المعدن الوحيد المتأثر خلال هذا الأسبوع، فقد سجلت الفضة انخفاضًا بنسبة 0.2 بالمئة، ليبلغ سعرها 32.61 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.3 بالمئة ليصل إلى 992.55 دولار، أما البلاديوم فقد تراجع بنسبة 0.7 بالمئة، ليسجل سعر 961.50 دولار، حيث تعكس هذه التغيرات ديناميكية السوق والتي تتأثر بقوة الدولار وتغير التوقعات الاقتصادية العالمية.

مستقبل الذهب في ظل المتغيرات الحالية

مع استمرار ارتفاع الدولار وتخفيف المخاوف الاقتصادية الناتجة عن الحروب التجارية، يبقى مستقبل سعر الذهب مرهونًا بعوامل كثيرة تشمل مدى استقرار السياسة النقدية الأمريكية، وحركة الطلب العالمي على المعدن النفيس، كذلك تنفيذ الاتفاقيات التجارية بين الدول الكبرى يؤثر تأثيرًا مباشرًا في حركة السوق، مما قد يؤدي إلى استقرار أو تقلبات في أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.