«انخفاض تاريخي» أسعار الذهب تسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ 6 أشهر

تشهد أسعار الذهب انحداراً ملحوظاً هذه الفترة، حيث تواجه أكبر خسارة أسبوعية منذ ستة أشهر، ويأتي ذلك في ظل انطلاق محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد أسفرت هذه المباحثات، التي عقدت في تركيا، عن اتفاق على تبادل الأسرى ومناقشات حول إمكانية وقف إطلاق النار، لكنها لم تشهد إعلاناً عن هدنة رسمية، وبهذا تراجع الذهب بنسبة تقارب 4% خلال الأسبوع الجاري ليصل إلى مستوى 3190 دولاراً للأونصة.

أسعار الذهب وتأثير المفاوضات الدولية

شهد الذهب ضغوطاً إضافية نتيجة التقدم الواضح في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ ساهمت تهدئة التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين عالميين في تعزيز الإقبال على الأصول عالية المخاطر وتقليص جاذبية الذهب كملاذ آمن، ومن الواضح أن هذه التطورات تعكس توجهاً نحو تقليل حالة عدم اليقين، وهو ما أشار إليه كريستوفر وونغ، الخبير الاستراتيجي، بأن التراجع في الطلب على الذهب يرتبط بتحسن الأوضاع التجارية بين الطرفين على المدى القريب.

أداء أسعار الذهب خلال الشهور الأخيرة

شهد المعدن النفيس انخفاضاً بأكثر من 300 دولار مقارنة بأعلى مستوى قياسي حققه الشهر الماضي، ومع ذلك، يظل الذهب مرتفعاً بأكثر من الخُمس منذ بداية العام الجاري، ويعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل تشمل زيادة الطلب على صناديق المؤشرات المعتمدة على الذهب، وتضاعف مشتريات البنوك المركزية، بالإضافة إلى الإقبال المتنامي على المضاربة في الأسواق الصينية، وبهذا، ورغم الانخفاض الأخير، فإنه لا يمكن تجاهل الأداء الإيجابي العام للذهب خلال الفترة الأخيرة.

التقلبات الاقتصادية وأثرها على أسعار الذهب

تعكس تصريحات مارك هيفيلي، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك “يو بي إس غروب”، الدور المستمر للذهب كأداة استثمارية للحد من المخاطر، حيث أفاد بأن استمرار التوترات في الأصول الأمريكية والدولار يؤدي إلى توجه أكثر للمستثمرين الدوليين نحو التحوط من التعرض للعملة الأمريكية، وأيضاً توزيع أصولهم بشكل عالمي، وهذا يعزز مكانة الذهب باعتباره وسيلة فعالة لتنويع الاستثمارات وضمان استقرارها في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.

أبرز مؤشرات السوق وتأثيرها

شهدت الأسواق تغيرات ملحوظة، حيث انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 1.7% ليصل إلى 3185.50 دولاراً للأونصة، في حين سجل مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري ارتفاعاً ملحوظاً، ولم يقتصر التراجع فقط على الذهب، بل شمل أيضاً معادن أخرى مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين، وتوضح هذه المعطيات طبيعة الأسواق التي تتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية.