«هبوط حاد» أسعار الذهب تخسر 2 بالمئة وسط تحسن التوقعات الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا بنسبة تزيد عن 2% يوم الجمعة، مسجلة أسوأ أداء أسبوعي منذ نوفمبر، ويأتي ذلك وسط تزايد الإقبال على المخاطرة في الأسواق المالية نتيجة لتحسن التوقعات الاقتصادية العالمية، حيث تراجع الذهب في المعاملات الفورية إلى 3188.25 دولار للأوقية، مما يعكس انخفاضًا كبيرًا بنسبة تصل إلى 4.1% على المستوى الأسبوعي.

أسعار الذهب اليوم وتأثيرات الأسواق

بلغت قيمة العقود الآجلة الأمريكية للذهب 3187.2 دولار للأوقية بانخفاض نسبته 1.2%، ويعزى هذا التراجع الكبير في أسعار الذهب إلى زيادة الثقة في الأسواق المالية، فقد أشارت بيانات اقتصادية حديثة إلى تباطؤ مستويات التضخم، ما دفع بالكثير من المستثمرين إلى توقع قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالانتقال سريعًا إلى خفض أسعار الفائدة بدءًا من شهر سبتمبر المقبل، فهذه التوقعات الاقتصادية دعمت تحول رؤوس الأموال نحو خيارات استثمار أكثر مخاطرة مثل الأسهم، مما أثر بشكل مباشر على أسعار الذهب والمعادن الأخرى.

تأثير الانخفاض على المعادن النفيسة الأخرى

انخفضت أسعار المعادن النفيسة الأخرى بالتزامن مع انخفاض أسعار الذهب، حيث شهدت الفضة هبوطًا بنسبة 1.4% لتصل إلى 32.22 دولار للأوقية، كما تراجع البلاتين بنسبة 0.6% ليصل إلى 984.10 دولار، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 1.2% ليصل إلى 956.72 دولار، مع توقعات تشير إلى تكبد هذه المعادن خسائر كبيرة على المستوى الأسبوعي، ارتفاع الإقبال على استثمارات الأسهم وباقي الأدوات المالية الأخرى ساهم بشكل لافت في ضعف الطلب على الأصول الآمنة كالذهب والفضة، مما أدى إلى انخفاض أسعارها.

جدول أسعار المعادن النفيسة

ما الذي يدفع أسعار الذهب للانخفاض؟

تشير التحليلات إلى أن تراجع أسعار الذهب يرتبط بعدة عوامل رئيسية، أبرزها التحسن في البيانات الاقتصادية، انخفاض معدل التضخم بشكل ملحوظ جعل المستثمرين يشعرون بقدر أكبر من الاطمئنان نحو تحسن الاقتصاد العالمي، وزيادة احتمالية تقليص أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي؛ كما تصاحب ذلك تحول ملحوظ في سلوك المستثمرين الذين فضلوا البحث عن الفرص الأكثر مخاطرة كالسندات والأسهم، بدلاً من الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، مما أدى إلى انخفاض الطلب عليه وتأثير مباشر في الأسعار.

أداء المعادن النفيسة هذا الأسبوع

الأداء الأسبوعي للذهب وبقية المعادن النفيسة، مثل الفضة والبلاديوم، يؤكد وجود توجه استراتيجي لدى المستثمرين نحو الأصول التي يُتوقع منها عوائد أعلى على المدى القصير مثل الأسهم والسندات، هذا التغير في السلوك الاستثماري أدى كذلك إلى تراجع البلاتين والفضة إلى مستويات جديدة، ومع استمرار حالة التفاؤل بتحسن الأداء الاقتصادي، تتزايد الضغوط على المعادن النفيسة التي تحتاج إلى فترة زمنية للتعافي من موجة الخسائر الأخيرة.