«لغز الزلازل» لماذا لا يشعر بعض الأشخاص بها مثل غيرهم

تعرضت مصر خلال الساعات الأولى من صباح اليوم لزلزال قوته 6.24 درجة على مقياس ريختر، حيث أثر على مناطق واسعة مثل القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، ورغم هذه القوة، أبلغ العديد من الأشخاص أنهم لم يشعروا بهذه الهزة الأرضية، وهذا يعود لعدة أسباب علمية تبينها الدراسات الحديثة، إذ تؤثر عدة عوامل على قدرة الإنسان على الشعور بحركة الأرض الناتجة عن الزلازل والتي تختلف من فرد لآخر ومن منطقة لأخرى.

لماذا يشعر البعض بالزلازل بينما لا يشعر آخرون؟

عند حدوث زلزال، يتم إطلاق موجات طاقة تنتقل عبر الأرض، وكلما كانت الزلازل أكثر قوة واقتربت من السطح ارتفعت احتمالية الشعور بها، من جانبه أوضح الباحث الجيوفيزيائي أولي كافين أن نوع الصخور الموجودة تحت أقدام السكان تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الاهتزاز الذي يُشعر به، فالصخور الصلبة قد تقلل من شدة الشعور بينما تزيده الطبقات الرخوة، كما أن عوامل أخرى مثل منسوب المياه الجوفية ووجود الصدوع الجيولوجية المحلية تسهم في اختلاف الإحساس بين السكان في المناطق المتأثرة.

دور التضاريس والتكوينات الجيولوجية في الإحساس بالزلازل

تلعب التكوينات الجيولوجية دورًا هامًا في تحديد مدى شعور الشخص بالاهتزازات الزلزالية، فمثلاً، المناطق ذات الصخور الصلبة تقلل من تضخيم الموجات الزلزالية، مما يعني أن سكان هذه المناطق قد يشعرون بهزات أقل وضوحًا، في حين أن المناطق التي تحتوي على تربة رخوة قد تضخم الموجات، مما يزيد من وضوح الشعور بها، أيضاً، توجد علاقة مباشرة بين العمق الذي يحدث فيه الزلزال وقوة الشعور به، فالهزات الأكثر عمقًا تنتقل طاقتها بشكل أقل إلى السطح، وغالبًا ما تكون أقل تأثيرًا.

تأثير الموقع وقرب الصدوع الجيولوجية

إذا كنت تعيش بالقرب من صدوع جيولوجية، فمن المحتمل أن تشعر بالقوة الكاملة لأي زلزال يحدث في منطقتك، أما في المناطق التي تكون بعيدة عن هذه الصدوع، فقد تكون الموجات قد فقدت جزءًا كبيرًا من طاقتها قبل أن تصل إليها، مما يقلل من قدرة سكان هذه المناطق على الإحساس بالزلزال، كذلك تلعب المياه الجوفية دورًا في الطريقة التي تُنقل بها الموجات الزلزالية عبر الطبقات الأرضية نتيجة كثافة المواد المحيطة بالمياه.

تفاصيل الزلزال الأخير في مصر

الزلزال الذي شعر به سكان مصر وقع على بعد 499 كيلومترًا شمال مرسى مطروح بعمق بلغ 68.91 كيلومترًا، عند خط عرض 35.70 شمالًا وخط طول 25.96 شرقًا، وعلى الرغم من شدته إلا أنه لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية، ويُرجع الخبراء ذلك إلى موقعه الجغرافي وعمقه المتوسط الذي خفف تأثير الموجات على المباني والبنية التحتية.

تأثير الزلازل السابقة على مصر

شهدت مصر هزة أرضية أخرى منذ وقت قريب، كان مركزها جزيرة كريت اليونانية، وشعر بها بعض السكان في مصر، وهذه الحوادث المتكررة تسلط الضوء على أهمية فهم طبيعة العوامل الجيولوجية للأراضي المصرية وتأثيرها على احتمالية الشعور بالزلازل، حيث تختلف تأثيراتها باختلاف الموقع الجغرافي وعوامل أخرى.