«ارتفاع قياسي» الذهب يحقق أعلى مستوى في أسبوعين بسبب الديون الأمريكية

ارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوى له خلال أسبوعين، مما يعكس تأثير المخاوف الاقتصادية على الاستثمارات العالمية، حيث دفع تراجع الدولار الأمريكي وزيادة المخاوف بشأن تراكم الديون الأمريكية المستثمرين للبحث عن الملاذ الآمن، بينما ساهم ضعف الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 عامًا في تعزيز هذا الاتجاه.

الذهب أعلى مستوى في أسبوعين بسبب الديون الأمريكية

تشهد أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا مدفوعة بزيادة الطلب على الملاذ الآمن نتيجة التخوفات المتعلقة بالديون الأمريكية والسياسات الاقتصادية، فقد حققت أونصة الذهب ارتفاعًا لتسجل 3345 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتحت التداولات عند مستوى 3319 دولارًا، كما أدى التراجع الحاد في الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات الرئيسية إلى دعم مكاسب الذهب بشكل واضح، وهو ما يظهر استقرارًا في اتجاه السعر الصعودي عالميًا.

أثر السندات الحكومية على ارتفاع الذهب

تكمن أهمية السندات الحكومية في كونها واحدة من الأصول التي تعكس الثقة الاقتصادية، ومع ضعف الإقبال على السندات الأمريكية لأجل 20 عامًا، بدأت الأسواق تشهد زيادة ملحوظة في الطلب على الذهب كملاذ آمن، وأثر هذا الاتجاه على توقف استثمارات الأصول المالية الأخرى، خاصة بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حيث مثل ذلك مؤشرًا لضعف الاستقرار الاقتصادي ودعم ارتفاع الذهب عالميًا.

عوامل أخرى تدعم صعود الذهب

كشفت التقارير الأخيرة أن تزايد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط لعب دورًا إضافيًا في دعم توجه المستثمرين نحو الذهب، فقد أثرت خطط الكيان الصهيوني حول مواجهة محتملة مع إيران على توقعات أسعار الذهب عالميًا، حيث أظهرت هذه التطورات أن الذهب هو الخيار الأكثر أمانًا خلال الفترات المضطربة، ومع عودة الحديث عن المحادثات النووية التي تبدو غير مؤكدة، يواصل الذهب الاحتفاظ بمكاسبه السابقة.

تأثير أسعار الصرف على الذهب في مصر

على الصعيد المحلي، لعبت التغيرات في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه دورًا مباشرًا في تحديد أسعار الذهب داخل الأسواق المصرية، حيث أن الانخفاض الذي شهده الدولار ساهم في الحد من وتيرة ارتفاع الذهب محليًا، فمثلاً استمر سعر الذهب عيار 21، الأكثر شيوعًا في مصر، في تحقيق مكاسب تدريجية ليقترب من 4700 جنيه للجرام، وقد ارتفع تدريجيًا خلال الأسبوع دون تحقيق قفزات كبيرة، مما يعكس مرونة السوق المحلي مقارنة بالسوق العالمي.

التوقعات لمستقبل الذهب

تشير التوقعات إلى استمرار الزخم الصعودي في أسعار الذهب عالميًا نظرًا للمخاوف الممتدة بشأن الديون الأمريكية وضعف الدولار، مع توقع بقاء أونصة الذهب قرب أعلى مستوى تاريخي عند 3500 دولار للأونصة، أما في السوق المحلي، فمن المنتظر أن يتأثر الذهب بتحركات سعر الدولار وتوازن العرض والطلب، حيث يبدو أن الأسعار ستظل تحت الضغوط العالمية والمحلية التي تحكم السوق، مع اتجاه المستثمرين بشكل متزايد نحو الملاذ الآمن لمواجهة المخاطر الاقتصادية.

صناديق الاستثمار والتدفقات النقدية

شهدت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب تدفقات نقدية خارجة للأسبوع الثاني على التوالي، حيث سجلت نحو 30 طنًا من الذهب كمبيعات خلال أسبوع، فقد خرجت التدفقات من الأسواق الأمريكية والآسيوية على نطاق واسع، وهو ما يعكس رغبة المستثمرين في تقليل حيازتهم من الذهب المدعوم بالأوراق المالية، ومع ذلك يظل الطلب الطبيعي على المعدن النفيس مرتفعًا نتيجة للأحداث الاقتصادية العالمية.