«قفزة تاريخية» الذهب يتجاوز 3200 دولار بفعل تراجع الدولار وخفض التصنيف الأمريكي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الإثنين، ويأتي هذا الارتفاع كنتيجة لعدة عوامل رئيسية أبرزها تراجع الدولار الأمريكي بالإضافة إلى تجدد التوترات التجارية الدولية، كما أسهم خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة في دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بأكثر من 1% لتسجل 3221.10 دولارًا للأوقية.

أسعار الذهب اليوم والعوامل المؤثرة عليها

ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.5% لتبلغ 3219.73 دولارًا للأوقية، مما يعكس قوة الطلب على المعدن النفيس كأداة استثمارية مضمونة أمام تقلبات الأسواق، في ظل انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.25%، وصل المؤشر إلى 100.81 نقطة، ما عزز من جاذبية الذهب المقوم بالدولار، حيث يخفض تراجع الدولار تكلفة الذهب للمشترين الدوليين، ليبقى ضمن الخيارات الاستثمارية المفضلة.

تطور أسعار المعادن الثمينة الأخرى

لم يقف الارتفاع على الذهب وحده، بل امتد ليشمل باقي المعادن الثمينة، حيث شهدت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو ارتفاعًا بنسبة 0.5% مسجلة 32.52 دولارًا للأوقية، كما ارتفع سعر البلاتين الفوري بنسبة 0.4% مسجلًا 995.21 دولارًا، بالإضافة إلى زيادة البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 969.50 دولارًا، يعكس هذا التحرك الارتفاع في أسعار المعادن الأخرى التي تعد مثل الذهب مخزونًا هامًا للقيمة في أوقات التقلب الاقتصادي.

خفض التصنيف الائتماني وتأثيره على طلب الذهب

جاء ارتفاع أسعار الذهب في ظل تطورات اقتصادية هامة أبرزها خفض وكالة “موديز” تصنيف الولايات المتحدة الائتماني من AAA إلى Aa1، في خطوة أثارت مخاوف بشأن زيادة الدين العام الأمريكي، هذا الخفض عزز الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط وحماية الاستثمارات من التقلبات السوقية، إلى جانب الخطوة الأمريكية القوية تجاه التصعيد التجاري، وهو ما زاد حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تدفع بالأسواق نحو أصول آمنة.

عوامل أخرى تدعم أسعار الذهب

تزايد التوترات التجارية كان عاملًا أساسيًا في دعم أسعار الذهب؛ تصريحات وزير الخزانة الأمريكي أشارت إلى استعداد فرض رسوم جمركية جديدة على الشركاء التجاريين الذين يمتنعون عن التفاوض الجاد، مما فاقم القلق بين المستثمرين بشأن استقرار الأسواق العالمية، ليصبح الذهب مرة أخرى خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن أداة استثمارية موثوقة في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالاقتصاد الدولي.

يبقى الذهب الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين لاسيما في أوقات التوتر الجيوسياسي والاقتصادي، حيث وظف المستثمرون تقلبات الأسواق لتوجيه استثماراتهم نحو الذهب، ومع تراجع قيمة الدولار وإعلان خطوات مثل خفض التصنيف وخطط الإدارة التجارية الجديدة الأمريكية يبدو أن الطلب على الذهب سيواصل الارتفاع في المستقبل القريب.