«قفزة جديدة» أسعار الذهب ترتفع رغم آمال انتهاء الرسوم الجمركية الأمريكية

سجل الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في ختام تعاملات الخميس وسط تفاعل الأسواق مع البيانات الاقتصادية المتذبذبة التي شهدتها الولايات المتحدة، واستفاد الذهب بشكل أساسي من تراجع مؤشرات سوق العمل الأمريكي والتقلص النسبي في المخاوف التجارية بعد إلغاء أغلب الرسوم الجمركية التي كانت مفروضة سابقاً، من هنا، يعد الذهب من أهم السلع المقيَّمَة التي تشير إلى استقرار الأسواق وسط الظروف الاقتصادية المتغيرة بشكل مستمر.

أداء الذهب في الأسواق وسعر العقود الآجلة

شهدت العقود الآجلة للذهب، تسليم أغسطس، قفزة قوية بنسبة 0.64% في تداولات الخميس لتصل إلى 3343.90 دولاراً أمريكياً للأوقية، ما يُظهر زيادة جوهرية تعادل 21.5 دولاراً مقارنة بالتداولات السابقة، يعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب الاستثماري على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط إشارات بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي، علاوة على ذلك، يتزامن هذا الأداء مع موجة من ضعف الدولار مما دعم بشكل كبير قدرة الذهب على تحقيق مكاسب إضافية.

تأثير سوق العمل الأمريكي على أسعار الذهب

جاء ارتفاع الذهب مدفوعاً بالبيانات الرسمية التي تشير إلى زيادة طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة بمقدار 14 ألف طلب، مقارنة بتوقعات اقتصادية أشارت فقط إلى ارتفاع قدره 3 آلاف، ما يعكس ضعف سوق العمل وارتفاع معدلات البطالة نسبياً، وبالتالي، زاد ذلك من إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر حفاظاً على القيمة، حيث تُعد الأسواق أقل استقراراً عند وجود تباطؤ اقتصادي، خاصة مع تراجع الإنتاجية ما يقلل ثقة المستثمرين بأسواق العملات الأخرى.

النمو الاقتصادي وهبوط مستويات الإنتاج

أظهرت البيانات الأخرى أن الاقتصاد الأمريكي شهد انكماشاً بمعدل 0.2% في الربع الأول من العام الحالي، وذلك بعد الإعلان سابقاً أن الانكماش بلغ 0.3%، ورغم أن الأرقام أظهرت تحسناً ضئيلاً، إلا أنها أثرت على تطلعات الاستقرار، فالنمو السلبي عادة ما يعزز إقبال المستثمرين على الذهب كأداة للحفاظ على رؤوس الأموال من التأكل مقابل أدوات الاستثمار التقليدية مثل الأسهم.

إبطال الرسوم الجمركية وأثره على الأسواق

أصدر القضاء الأمريكي حكماً مهماً بإبطال معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على التجارة الدولية، وأكد القرار أن فرض مثل هذه الرسوم يعود لصلاحيات الكونجرس، وليس ضمن السلطات الرئاسية المباشرة، أدى هذا القرار إلى تهدئة أسواق التجارة وخفض التوترات العالمية، ما ساهم في تحسين مستويات الطلب على الذهب، فبينما الاستقرار التجاري قد يقلل الطلب على الذهب كملاذ آمن، إلا أن المخاوف الاقتصادية الأخرى عززت من ارتفاع الأسعار مؤخراً.

أهمية الذهب في ظل الأزمات الاقتصادية

يلقى الذهب اهتماماً كبيراً في الأسواق العالمية كونه يمثل ملاذاً آمناً يلجأ إليه المستثمرون عند تزايد المخاوف المالية أو التباطؤ الاقتصادي، وتشير الأحداث الأخيرة إلى أن الطلب عليه سيظل مستقراً عند وجود إشارات بتباطؤ السوق الأمريكي أو تراجع قوة الدولار، كما أن السياسات الاقتصادية والتجارية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل أداء أسعار الذهب.