«تحليل دقيق» أسعار الذهب تتجه إلى أين بعد تراجع سعر الأونصة؟

شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا جديدًا، حيث سجل انخفاضًا بنسبة 0.6% متأثرًا بارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي، وتأتي هذه التحركات في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات أمريكية هامة تخص مؤشر التضخم الشخصي، الذي قد يلقي الضوء على مستقبل سياسة الاحتياطي الفيدرالي، ويعتبر الذهب أحد أبرز الأصول التي تتأثر بشكل مباشر بالتغيرات الاقتصادية وأسواق العملات العالمية.

سعر الذهب العالمي وتأثير الدولار الأمريكي

افتتح سعر أونصة الذهب اليوم عند 3317 دولارًا، لكنه سرعان ما انخفض ليصل إلى 3287 دولارًا للأونصة، ليستقر حاليًا عند 3297 دولارًا للأونصة، وتظهر التحليلات أن الذهب يتجه نحو تحقيق خسارة أسبوعية 1.8% بعد ارتفاعات شاهدها الأسبوع الماضي، هذه التغيرات ترجع إلى استقرار نسبي للدولار الأمريكي، خاصة بعد تحسن البيانات الاقتصادية المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.

الذهب وأسعار الفائدة الأمريكية

تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي كانت لها انعكاسات مباشرة على سوق الذهب، حيث أشارت ماري دالي، رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، إلى احتمال خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، لكنها شددت على أهمية الإبقاء على المستويات الحالية لضمان استقرار مسار التضخم، وبهذا يبقى الاقتصاد الأمريكي عاملًا رئيسيًا في رسم ملامح أسعار الذهب على المديين القريب والمتوسط.

التقلبات التجارية وتأثيرها على الذهب

شهدت أسعار الذهب تغيرات حادة خلال هذا الأسبوع تأثرًا بتصريحات الرئيس الأمريكي السابق “ترامب” بشأن الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي، حيث تسبب إعلان تأجيل فرض تعريفات جديدة في تقلب الأسواق، لتعود مرة أخرى إلى التماسك مع إعادة فرض الرسوم، ومع كل هذه المستجدات استمرت السوق في حالة من التذبذب التي أثرت على الذهب بشكل مباشر.

الطلب على الذهب في أكبر الأسواق العالمية

تراجع الطلب على الذهب في الهند والصين نتيجة ارتفاع الأسعار المحلية في كلا البلدين، وفي الهند، ساهم انتهاء موسم الزفاف وانخفاض الاقبال العام في ضعف الطلب، بينما سجلت الصين انخفاضًا في أقساط التأمين التي يدفعها المشترون، مما أدى إلى تراجع زخم السوق، وتعد الصين والهند من أبرز المستهلكين الرئيسيين للذهب في العالم، لذا فإن الانخفاض في الطلب كان له تأثير ملحوظ على الأسعار العالمية.

أسعار الذهب في مصر وتأثير الدولار

شهد سعر الذهب في السوق المصرية حالة من التذبذب، حيث سجل الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا سعر 4605 جنيهات للجرام بعد أن افتتح تداولاته عند 4600 جنيه، وتشير البيانات إلى أن هذا التذبذب يعود بشكل كبير إلى استقرار حركة سعر صرف الدولار الذي يشهد تراجعًا تدريجيًا مقابل الجنيه المصري، ولم يكن ذلك بعيدًا عن تأثير الاستقرار الاقتصادي المحلي والمراجعات الأخيرة لقرض صندوق النقد الدولي.

التوقعات المستقبلية لتحركات الذهب

يتوقع خبراء السوق استمرار حالة التذبذب التي تسيطر على أسعار الذهب العالمية والمحلية، ويرتبط ذلك بشكل كبير بانتظار المستثمرين لنتائج مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي، الذي يعتبر من أبرز مؤشرات التضخم، كما أن التعديل الأخير في سياسات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة سيظل العامل الرئيسي المؤثر على السوق خلال المرحلة المقبلة.