«عاجل الآن» الذهب يرتفع مع ضعف بيانات العمالة الأمريكية وتصاعد التوترات العالمية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم، مستفيدة من تنامي الطلب على المعدن النفيس، في ظل حالة القلق التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي، إذ تلقت الأسعار دفعة إيجابية بفضل بيانات اقتصادية أظهرت أداءً ضعيفًا لسوق العمل الأمريكي، مما عزز من توقعات المستثمرين بأن الفيدرالي الأمريكي قد يتجه نحو خفض أسعار الفائدة قريبًا، وهو ما أدى إلى دعم الذهب كملاذ آمن.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير بيانات التوظيف الأمريكية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا في العقود الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.32%، أي بمقدار 11 دولارًا للأوقية، لتقترب كثيرًا من مستوى 3383 دولارًا، بينما ارتفعت الأسعار الفورية أيضًا بنسبة 0.10%، ما يعادل 3.5 دولارات للأوقية، لتتداول بالقرب من 3402 دولار، يعود هذا الانتعاش في أسعار الذهب إلى بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي لشهر مايو، حيث أضاف الاقتصاد فقط 37 ألف وظيفة جديدة، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات البالغة 111 ألف وظيفة، مما يشير إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي.

تأثير قرارات الفيدرالي الأمريكي على سوق الذهب

تأتي هذه التطورات وسط دعوات لخفض أسعار الفائدة الأمريكية، حيث ضغط الرئيس الأمريكي على الفيدرالي لاتخاذ إجراء فوري في هذا الشأن، مؤكدًا أن تباطؤ سوق العمل قد يؤدي إلى مشكلات اقتصادية أعمق إذا لم يتم التدخل العاجل، كما أن هذا التوجه نحو تقليل تكلفة الاقتراض يعزز المعدن النفيس باعتباره وسيلة تحوط موثوقة ضد التحركات المحتملة للعملة.

أسعار الذهب والتوترات الجيوسياسية العالمية

من جهة أخرى، لا تقتصر العوامل على الاقتصاد الأمريكي فقط، بل تلعب التوترات السياسية العالمية دورًا كبيرًا في تحريك سوق الذهب، فقد زادت تصريحات الرئيس الروسي بوتين حول الرد المحتمل على الهجوم الأوكراني من حالة القلق العالمي، مشددًا على تصعيد التوترات عقب عملية “شبكة العنكبوت”، بينما تتوقع الولايات المتحدة استمرار الأزمة لفترة طويلة، هذه الأجواء المضطربة دفعت الكثيرين للتوجه نحو شراء الذهب كملاذ آمن ضد المخاوف العالمية المستمرة.

تأثير الذهب على حركة المعادن الأخرى

بالإضافة إلى ارتفاع الذهب، شهدت المعادن الثمينة الأخرى مكاسب ملحوظة خلال التداولات، حيث سجلت عقود الفضة الآجلة قفزة بنسبة 3.47% لتصل إلى مستوى 35.85 دولارًا للأوقية، كما زادت عقود البلاتين بنسبة 3.80% لتبلغ 1130.40 دولارًا، وحققت عقود البلاديوم ارتفاعًا قدره 2.50% لتلامس 1033 دولارًا للأوقية، ينعكس هذا الأداء الإيجابي للمعادن على جاذبية السوق بصورة عامة في أوقات الاضطراب العالمي.

تظل أسعار الذهب محل اهتمام دائم للمستثمرين والمؤسسات المالية، خاصة في فترات الاضطراب وتذبذب الأسواق، فعوامل كالتوترات السياسية والاقتصادية ليست مجرد أحداث عابرة، وإنما مؤثرات مباشرة على حركة الأسعار والمعاملات العالمية، مما يزيد من أهمية متابعة مستجدات السوق لاتخاذ قرارات استثمارية واعية.