الجراد الصحراوي يجتاح جنوب ليبيا ويهدد المحاصيل الزراعية.. هل يقترب من مصر؟

الجراد الصحراوي يُعد من أخطر الآفات الزراعية، حيث يتميز بقدرته على التهام مساحات شاسعة من المحاصيل في وقت قياسي. تهديده يمتد ليشمل الاقتصادات الزراعية نظرًا لما يسببه من خسائر فادحة. تواجه الأراضي الليبية حاليًا هجوماً عنيفاً من هذه الحشرات، مما يثير التساؤلات حول احتمالية وصول الجراد الصحراوي إلى الأراضي المصرية.

الجراد الصحراوي يهدد الزراعة في ليبيا ومخاوف وصوله إلى مصر

تتصدى الأراضي الليبية لموجة شرسة من الجراد الصحراوي، ما يجعل الاستعدادات ضرورة حتمية لحماية المحاصيل. في ظل ذلك، اتخذت وزارة الزراعة المصرية خطوات استباقية لمنع انتقال تلك الأسراب. فقد أُنشئت شبكة واسعة من مراكز المكافحة المجهزة، شملت 13 قاعدة رئيسية و52 قاعدة فرعية على المناطق الحدودية، بهدف التصدي لأي تهديد محتمل قبل وصول هذه الأسراب إلى الأراضي الزراعية.

للتعامل مع الجراد الصحراوي، تُعتمد استراتيجية مميزة تركز على رصده عند غروب الشمس، حيث تستقر تلك الحشرات بعد الطيران، مما يسمح بمكافحتها خلال الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر. تهدف هذه الاستراتيجية إلى القضاء على الجراد قبل أن يتمكن من إلحاق أي أذى بالمحاصيل الزراعية.

تقنيات متطورة في مكافحة الجراد الصحراوي

يتطلب التصدي للجراد استخدام أحدث التقنيات والأدوات. وأوضحت وزارة الزراعة المصرية أن تطور تكنولوجيا تصنيع المبيدات ساعد على تصميم حلول فعّالة تتناسب مع التغيرات المناخية مثل الرياح الشديدة وارتفاع درجات الحرارة. هذه التقنيات الحديثة توفر سرعة وكفاءة في التعامل مع الجراد، ما يسمح بتحجيم انتشاره وتقليل الأضرار بشكل كبير.

استعداد دائم لمواجهة الطوارئ الزراعية

كما أسهمت فرق المراقبة الميدانية في تعزيز الاستعدادات بالمناطق الحدودية كجنوب البحر الأحمر وأسوان. هذه الفرق مجهزة للتجاوب السريع مع أي تقارير عن نشاط الجراد الصحراوي أو غيره من الآفات الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الإدارة على حماية المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة، إلى جانب حدائق الفاكهة ومزارع البنجر.

بهذا النهج، تسعى مصر لتأمين قطاعها الزراعي ضد تهديد الجراد الصحراوي والحد من تأثيره المدمر، مع توفير بيئة زراعية مستدامة ومزدهرة.