«قفزة جديدة» الذهب يواصل ارتفاعه بسبب التوترات الجيوسياسية

واصل الذهب تعزيز مكاسبه ليصبح الملاذ الآمن الأكثر جاذبية للمستثمرين، معززاً مكانته بفعل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وارتفاع القلق التجاري العالمي. وتزامنت هذه التطورات مع تصريحات أميركية جديدة حول السياسات التجارية، مما أجلت الأجواء لمزيد من الدعم للذهب في الأسواق المالية.

ارتفاع الذهب تحت تأثير الأزمات الجيوسياسية

شهد سعر الذهب ارتفاعاً بنسبة 0.6% ووصل إلى ما يقرب من 3373 دولاراً للأونصة، ليكمل مسيرة مكاسبه التي بدأت بتحقيق نسبة 1% خلال الجلسة السابقة، وقد جاء هذا الانتعاش في الأسعار مدفوعاً بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي عزز قوة المعدن الأصفر. تعرضت الأسواق لمزيد من الاهتمام بالذهب نتيجة القرارات الأمريكية الداعمة لتخفيف وجود بعض موظفي السفارة في بغداد ومنح الإذن لعائلات العسكريين بمغادرة المنطقة، في ظل التهديدات الإيرانية باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في حال تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي.

تأثير السياسات التجارية الأمريكية على سعر الذهب

التوقعات الخاصة بسياسات الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة أضافت إلى موجة التقلبات في الأسواق، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه إرسال رسائل إلى شركاء التجارة تحدد المعدلات الجمركية المتبادلة الجديدة خلال أسبوعين. يأتي ذلك تمهيداً لمهلة تنتهي في 9 يوليو لتحقيق زيادات كبيرة على بعض الرسوم، ورغم الحديث عن اكتمال الإطار التجاري بين الصين والولايات المتحدة، تبقى المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية حاضرة في دعم ارتفاع الذهب عالمياً.

كيف يدفع عدم الاستقرار العالمي أسعار الذهب

مع تصاعد التوترات التجارية والنزاعات الدولية، يتحول الذهب إلى المستودع الأكثر أماناً لحفظ القيمة وسط الأجواء المضطربة، وعزز من مكانته المحفوظة منذ بداية العام، حيث شهد إقبال البنوك المركزية على شراء المعدن النفيس زيادة قوية، الأمر الذي ساهم في تعزيز ارتفاعاته بنسبة 28%. وفي صباح الرابع من يوليو بتوقيت سنغافورة، قفز الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى قيمة بلغت 3364.43 دولار للأونصة، بينما بقي مؤشر الدولار عند مستويات مستقرة بعد هبوطه بنسبة 0.4% خلال يوم الأربعاء.

الذهب والفضة والبلاتين تحافظ على مكاسبها

لم يجذب الذهب وحده اهتمام المستثمرين في ظل الظروف الراهنة، حيث انطلقت أسعار المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم إلى مكاسب مهمة أيضاً، ويعد ذلك دلالة على استمرارية حالة القلق وضمان قوة أداء الأصول الآمنة. مع تلك العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المؤثرة، يستمر المعدن الأصفر في اقتناص الدعم الملحوظ من عدم الاستقرار العالمي؛ ليظل ضمن الأصول الأكثر جذباً وتفضيلاً في الأسواق الدولية.