«صدمة مفاجئة» زيادة أسعار الذهب تزامناً مع التوترات في الشرق الأوسط

تشهد أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا بفضل الإقبال المتزايد على أصول الملاذ الآمن نتيجة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم بيانات التضخم المنخفضة في الولايات المتحدة لتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي؛ مما يساهم في تعزيز توجه المستثمرين نحو شراء الذهب كاستثمار آمن.

أسعار الذهب وتأثير التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق خلال تعاملات اليوم، حيث شهدت المعاملات الفورية صعودًا بنسبة 0.3% ليصل سعر الأوقية إلى 3364.10 دولار بحلول الساعات الأولى من اليوم بتوقيت غرينتش، كما زادت العقود الآجلة بنسبة 1.2% لتصل إلى 3384.40 دولار، ويرجع هذا الارتفاع إلى التوترات السياسية المتصاعدة والإعلان عن خطط لإجلاء المواطنين الأمريكيين من الشرق الأوسط نتيجة المخاطر المتزايدة في المنطقة، وهو ما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول مستقرة كمخزن للقيمة.

تراجع مؤشر الدولار وأثره على أسعار الذهب

شهد مؤشر الدولار انخفاضًا بنسبة 0.1% مما جعل الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الأجانب؛ إذ أن انخفاض قيمة الدولار يعزز من جاذبية المعدن النفيس المُسعّر بالعملة الأمريكية أمام المشترين من بلدان أخرى، وبهذا الاتجاه يشهد الذهب دعمًا إضافيًا نتيجة تراجع قوة الدولار وعجزه عن مواصلة الأداء القوي بشكل متزامن مع توجه البنوك المركزية للتخفيف النقدي.

توقعات خفض أسعار الفائدة وعلاقتها بالذهب

تُظهر البيانات الأمريكية الأخيرة أن مؤشر أسعار المستهلكين سجل ارتفاعًا بنسبة 0.1% فقط في شهر مايو، وهو ما جاء أقل من توقعات المحللين التي كانت تُشير إلى زيادة بمعدل 0.2%، مما دعم التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بنحو 50 نقطة أساس خلال الفترة القادمة، هذا الإجراء المتوقع دفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب كاستثمار آمن وشديد الطلب في ظل انخفاض العائد المتوقع على الأموال النقدية نتيجة تقليل الفائدة.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق

إلى جانب الذهب، شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 36.32 دولار للأوقية، بينما صعد البلاتين بنسبة 0.8% مسجلًا 1265.32 دولار، وهو مستمر في التماسك عند أعلى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات، في المقابل تراجع البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1069.65 دولار؛ مما يُشير إلى تباين أداء المعادن الأخرى التي لا تحظى بطلب كبير مماثل للذهب في الأوقات الحرجة.

التوقعات الاقتصادية والمراقبة المستمرة

يركز المستثمرون حاليًا على البيانات المنتظرة لمؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن يقدم هذا المؤشر إشارات رئيسة حول تحركات البنك المركزي الأمريكي خلال الاجتماع المقبل المزمع عقده يومي 17 و18 يونيو، هذا إلى جانب تأثير تلك البيانات على وضع الدولار، وهو عامل جوهري يتحكم في معدلات الإقبال وارتفاع أسعار الذهب في أسواق التداول العالمية.