«رصاصة غدر» تقتل شيخ قبلي أثناء وساطة سلمية جنوب صنعاء

في مسرح أحداث مأساوي هزّ محافظة صنعاء، لقي الشيخ علي بن علي العوش مصرعه مساء السبت بعد تعرضه لرصاصة قناص مجهول، أثناء محاولته التوسط لفض نزاع عائلي عنيف حول قضية إرث في قرية جارف التابعة لمديرية بلاد الروس، الواقعة جنوب العاصمة، الحادثة أثارت صدمة واسعة في الأوساط القبلية وسط مطالبات عاجلة بالكشف عن هوية القاتل ومحاسبته.

وساطة قبلية تنتهي بمأساة في بلاد الروس

حادثة اغتيال الشيخ علي بن علي العوش تمثل واحدة من الجرائم المروعة التي تضع الأعراف والتقاليد القبلية على المحك، حيث تصف المصادر العملية بـ “العيب الأسود”، وهو اصطلاح يطلق على الجرائم التي تستهدف الشخصيات المحايدة ورموز الوساطة القبلية، الشيخ العوش كان يحاول تهدئة الأوضاع بين أقارب متنازعين، لتجنب تصعيد العنف وحماية السلم الأهلي، إلا أن نهايته كانت بقناص مجهول أطلق رصاصة غادرة أودت بحياته.

خطورة الانفلات الأمني في مناطق سيطرة الحوثيين

الانفلات الأمني في المناطق التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثيين أصبح مصدر قلق كبير للأهالي، خصوصًا أن هناك اتهامات واسعة بأن الأجهزة القضائية تُفرّج عن الجناة مقابل المال أو الحماية السياسية، وفقًا لما أكدته مصادر قبلية مطّلعة، هذه الممارسات تزيد من تفشي جرائم القتل والنزاعات وتؤدي إلى تقويض السلم المجتمعي، كما أن عدم محاسبة الجناة يفاقم الشعور بعدم الأمان ويهدد الأطر القبلية التقليدية.

دعوات القبائل لوقف استهداف الوسطاء والمصلحين

وجهاء القبائل في صنعاء وبلاد الروس ناشدوا المجتمع القبلي للتحرك العاجل ووقف مسلسل استهداف الوسطاء، حيث أشارت دعواتهم إلى أن استمرار تجاهل استهداف الشخصيات التي تقوم بدور الوساطة القضائية والقبلية يُقوّض الأسس التي تعتمد عليها القبائل لتنظيم نزاعاتها، مؤكدين أن اغتيال المصلحين لا يقتصر على كونه جريمة فردية بل يهدد أعرافًا وقواعد اجتماعية قائمة منذ مئات السنين.

أعراف قبلية تحت التهديد

الأعراف القبلية بمناطق مثل بلاد الروس وصنعاء كانت أحد المحاور الأساسية لحماية الاستقرار والتفاهم بين الأفراد والعشائر، استهداف المصلحين أو الوسطاء كحالة الشيخ العوش يفتح الباب أمام فوضى قد تمتد وتعرّض القبائل نفسها لمزيد من المخاطر بانعدام ثقة أفرادها في نظام العدالة التقليدي القائم، الخطورة تكمن أيضًا في كيفية تصنيف حوادث مشابهة باعتبارها “العيب الأسود” الذي يُعد انتهاكًا صارخًا لأخلاقيات القبائل.

إن استمرار هذه الحوادث يضع المجتمع القبلي أمام تحديات كبيرة في وجه الانفلات الأمني والتهديدات التي تطال الوساطة القبلية والحكم المحلي، ومع ذلك تبقى الحاجة ضرورية لتحركات جذرية تشدد على تطبيق العدالة ومحاسبة المتورطين، بما يحمي السلم الأهلي ويحافظ على الأعراف القبلية الراسخة.