«عضة الكلب» قصة الأستاذ جابر التي صنعت ضيافة فاخرة لهذا العام

فوجئت الأستاذة جابر عبد العزيز يدخل الفصل ويقول للطلاب بلهفته المعتادة “يلا روحوا خلاص كملنا”، تلك العبارة التي ما كانت لتثير اهتمامك لو لم تكن مصحوبة بالتعابير المذهولة التي ارتسمت على وجه الجميع. كأنما كانت الفصول بمثابة سجن ينتظر الطلاب الإفراج عنه. تدافعت الأقدام، وكذلك الأفكار، في محاولة لفهم هذا الجنون. كيف يمكن لعبارة عادية أن تنفجر كقنبلة وسط السكون؟

الأستاذ جابر، بشخصيته الفكاهية الأسطورية، لديه دائمًا طريقة لتحويل اللحظات العادية إلى حكايات مدهشة، ويبدو أن ما حدث مع الشيخ قد كتب فصلاً جديدًا في دفتر طرائف هذه القرية المنسية.

عندما بدأ الحكي، أطل الصديق النقي الشيخ بخفة دمه: “الكلب عض الشيخ؟ لاااا، الشيخ عض الكلب؟!” لكن بين المزاح والحقيقة، تكتشف رمزية هذا الحدث اليومي، ليس كحادثة فقط، بل كمنظار صغير على العلاقات والمعارف الطبية البدائية التي يختزلها هذا “الأستاذ بين جمهوره”.

حواريات جابر مع الشيخ، وتلك الفصول الأخرى – العجل الذي أصبح قربانًا رغم أن القصة أصلها “خبطة كلب عابر”، نظرات أبناء الشيخ اليائسة من تلك الهيمنة الفريدة عليه، وأخيرًا المعركة غير المعلنة مع الموضوعات الصحية والتعليق الساخر عليها – يصنعون المشهد الذي لا يتكرر كل يوم، هو خليط فريد من الريف والحكمة، من التلقائية والكوميديا السوداء.

في النهاية، يكمن الذكاء في أن أي قارئ لهذه الحكاية قد يرى نفسه بها ولو بين الشخصيات. الكلب هنا ليس تهديدًا نلقي له اهتمامًا عاديًا فقط. بل هو رمز…