اتجه الدولار نحو أكبر ارتفاع يومي له منذ شهر

في يوم الجمعة، شهد الدولار ارتفاعًا يوميًا كبيرًا، مما جعله يقترب من تسجيل أكبر مكاسب له منذ شهر، هذا الارتفاع جاء مع توجه المستثمرين إلى العملة الأمريكية باعتبارها ملاذًا آمنًا، خاصة بعد تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران، والذي أدى أيضًا إلى ارتفاع الطلب على الذهب والملاذات الآمنة الأخرى.

تصعيد عسكري وتأثيره على الدولار

بينما شنت إسرائيل ضربات على أهداف عسكرية في إيران، ردّت طهران بإطلاق وابل من الطائرات المسيّرة، مما أثار تصاعد التوترات في المنطقة. وقد أعلنت إسرائيل أن قرارها بشن الضربات جاء من منطلق حماية أمنها القومي، فيما ينتظر عقد جولة جديدة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لمناقشة ملفات حساسة مثل برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.

تزامنًا مع التصعيد العسكري، شهد سوق العملات عالمياً تقلبات مؤثرة، حيث برز الدولار كخيار مفضل بين المستثمرين الباحثين عن الاستقرار، فقد ارتفعت قيمته بشكل ملحوظ مقابل سلة من العملات العالمية الأخرى.

تحركات العملات الرئيسية في الأسواق

شهدت حركة سوق العملات انحسارًا في قيمة الفرنك السويسري والين الياباني خلال تعاملات الجمعة، لتتجه الأنظار بشكل لافت نحو الدولار الذي استعاد مكانته كملاذ آمن موثوق. هذا ما أكده بعض المحللين الذين أشاروا إلى أن الأزمات الجيوسياسية غالبًا ما تدفع المستثمرين نحو الدولار بعيدًا عن العملات الأخرى.

فيما يلي جدول يوضح أبرز التحركات في السوق:

مع تسجيل خسائر ملحوظة للعملات الأوروبية والآسيوية، أظهرت بيانات سوق الصرف أن الدولار اقترب من ملامسة أعلى مستوياته منذ منتصف مايو.

الذهب والسندات.. الخيار الثاني للمستثمرين

بعيدًا عن العملات، كان الذهب هو الآخر من الأصول التي شهدت طلبًا مرتفعًا خلال يوم الجمعة، إذ ارتفعت أسعاره لتصل إلى 3444 دولارًا للأوقية، مما يعكس قلق المستثمرين من تداعيات التصعيد العسكري. عمومًا، يلجأ المستثمرون إلى الذهب خلال الأوقات المضطربة لتجنب المخاطر المرتبطة بالعملات والأسهم.

على صعيد سندات الخزانة الأمريكية، شهدت عائداتها تراجعًا ملحوظًا مع زيادة الطلب عليها، حيث انخفض العائد على سندات العشر سنوات إلى أدنى مستوياته خلال الشهر الأخير.

• التوترات الجيوسياسية عززت من شراء الذهب والسندات
• تراجع العملات الرئيسية الأخرى عزز الدولار كملاذ أساسي
• ارتفاع الذهب بنسبة 1.7% يعكس قلق الأسواق

مخاوف التضخم وتقلبات الأسواق

على الرغم من صعود الدولار يوم الجمعة، تواجه الأسواق مخاوف مستمرة بشأن التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. شهدنا تقارير اقتصادية أشارت إلى أن الضغط التضخمي لا يزال تحت السيطرة، لكن ارتفاع أسعار النفط في ظل الأحداث الأخيرة قد يعيد إشعال تلك المخاوف في المدى القريب.

كما أن العملات الرقمية لم تكن بمنأى عن التأثير، حيث تراجعت أسعار بيتكوين وإيثر مع ازدياد حالة التحفظ بين المستثمرين.

في نهاية المطاف، يبدو أن الأحداث الجارية قد تعيد تشكيل موازين القوى في أسواق العملات والسلع، مع استمرار بقاء الدولار والذهب في دائرة الضوء كخيارات مفضلة في أوقات عدم اليقين، وسيبقى المستثمرون في ترقب لقرارات البنوك المركزية المرتقبة هذا الأسبوع لرصد أية تغييرات جديدة.