«أزمة حادة» انقطاع الثلج يضاعف معاناة سكان حوطة لحج تحت الحر الشديد

تشهد مدينة حوطة بمحافظة لحج أزمة خانقة في توفر مادة الثلج، حيث تعاني المدينة من انعدام شبه كامل للثلج مع ارتفاع جنوني في أسعاره خلال الأيام الأخيرة، يأتي ذلك وسط ارتفاع حاد في درجات الحرارة وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي، مما زاد من معاناة السكان بشكل كبير بسبب اعتمادهم على الثلج لتبريد الأطعمة والمشروبات والحفاظ على الأدوية الضرورية.

أسباب أزمة الثلج في حوطة

هناك عدة أسباب وراء أزمة الثلج الخانقة في حوطة، أبرزها انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميًا، مما يعيق تشغيل مصانع الثلج، حيث تعتمد هذه المصانع اعتمادًا كبيرًا على الكهرباء لتأمين الإنتاج، كما أن الطلب المرتفع بسبب الأوضاع الجوية الحارة زاد من استنزاف الكميات المتوفرة بشكل سريع، بالإضافة إلى ذلك، ترتبط الأزمة بعدم وجود رقابة محكمة على المصانع والموزعين، ما فتح الباب أمام استغلال الأوضاع من قبل بعض التجار.

في هذا السياق، فإن الانخفاض الكبير في الموارد المالية للمواطنين بسبب الأزمة الاقتصادية الراهنة يجعل شراء الثلج بسعره المرتفع أمرًا مستحيلًا بالنسبة للكثير منهم، حيث انعكست هذه الصعوبات على كافة الشرائح الاجتماعية، وزاد من سوء الوضع اعتماد المنطقة على نظم تقليدية في الإنتاج والتوزيع، بدلًا من حلول أكثر استدامة.

تأثير انعدام الثلج على السكان

الأوضاع الحالية ألقت بظلالها الثقيلة على حياة السكان اليومية، حيث يعتمد كثيرون على الثلج كوسيلة أساسية لحفظ الطعام والمشروبات، خاصة في ظل الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، كما يواجه مرضى السكري والأفراد الذين يحتاجون إلى تبريد الأدوية معاناة كبيرة في إيجاد بدائل، مما يهدد صحتهم بشكل مباشر.

لم تقف المعاناة عند حياة الأفراد، بل امتدت لتشمل أصحاب المحال التجارية والباعة الذين يعتمدون على الثلج لحفظ بضائعهم الغذائية، حيث تعرّضت الأطعمة والمشروبات للتلف بسرعة بسبب الانقطاع المتكرر للثلج، الأمر الذي كبّدهم خسائر كبيرة وأدى إلى تعطيل الأعمال الصغيرة للأسواق والتجار المحليين.

حلول ممكنة للتخفيف من أزمة الثلج

رغم ضعف الاستجابة الحالية من الجهات الرسمية إلا أن هناك عدة خطوات يمكن العمل عليها لتخفيف وطأة الأزمة، وتشمل هذه الخطوات بعض التدابير العملية مثل:

• تشغيل مولدات كهربائية احتياطية للمصانع لتأمين استمرارية الإنتاج.
• تحديد أسعار محدودة وصارمة للثلج لمنع التلاعب وجشع التجار.
• التوزيع العادل للكميات المتوفرة على مختلف أحياء المدينة لمنع الاحتكار.
• اللجوء إلى حلول مبتكرة ومستدامة كتوفير الثلج عبر مشاريع تعتمد على الطاقة الشمسية.

كما يمكن أن يكون للمجتمع المحلي دور كبير في تعزيز التضامن خلال هذه الأزمة من خلال تبادل الإمكانيات بين الجيران وتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجًا، بالإضافة إلى الضغط على الجهات المسؤولة لتحقيق تحرك فوري لإنهاء الأزمة.

لا تزال مظاهر الحياة في حوطة مشلولة في ظل أزمة الثلج التي تهدد السكان والتجار على حد سواء، ومع اقتراب شهر رمضان وتزايد الحاجة إلى التحضير للاحتياجات الغذائية، باتت الحاجة للتدخل العاجل لحل هذه المشكلة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.