ارتفاع الدولار أمام العملات الرئيسية بعد التصعيد الإيراني الأخير

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا جديدًا أمام العملات الرئيسية مدفوعًا بموجة من الإقبال عليه كملاذ آمن، حيث يؤثر التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل بشكل مباشر على الأسواق العالمية ويحفّز الطلب على الدولار في الأوقات التي تسودها المخاوف والاضطرابات عالميًا، مما يجعله خيارًا مفضلًا لدى المستثمرين الباحثين عن الاستقرار المالي.

أداء الدولار أمام العملات الرئيسية

ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة ملحوظة بلغت 0.14% أمام الين الياباني، ليصل إلى 144.3 ين، بينما شهد اليورو تراجعًا مقابل الدولار بنفس النسبة ليسجل 1.1534 دولار، في حين حافظ الفرنك السويسري على ثباته أمام العملة الأمريكية عند 0.81 دولار واستقر مؤشر الدولار عند مستوى 98.25 مما يشير إلى قوة واستقرار صغيرة نسبيًا بالرغم من التوترات الجيوسياسية، ويأتي ذلك بالتزامن مع التحركات الاحترازية للمستثمرين وانتظارهم لأي تغير مهم في المشهد الاقتصادي الأمريكي والعالمي.

هل يبقى الدولار ملاذًا آمنًا بالرغم من التحديات؟

أشار بعض الخبراء إلى أن اعتبار الدولار الأمريكي كملاذ آمن قد يواجه تحديات في الفترة المقبلة، حيث يتوقف ذلك بشكل كبير على القرارات المرتقبة للاحتياطي الفيدرالي، في حال اتخاذه قرار تثبيت أسعار الفائدة بوضعية تيسيرية بسبب ضعف المؤشرات الاقتصادية الأمريكية، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف العملة الأمريكية، ومع ذلك لا تزال هناك عدة مؤشرات تثبت استمرارية جاذبية الدولار، حيث أن تصاعد الأزمات الشديدة، مثل تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، يعزز توقعات الإقبال على العملة، ويؤكد الأحداث الجارية مدى حساسية الأسواق تجاه القضايا السياسية الدولية.

• المستثمرون يميلون إلى التخلص من الأصول الأكثر مخاطرة مثل الأسهم والاتجاه نحو الدولار في أوقات الأزمات.
• استمرارية التصعيد في النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل يغذّي زيادة الطلب على العملة الأمريكية.
• تشير الأسواق إلى إمكانية تسجيل الدولار مزيدًا من المكاسب في حالة استمرار الوضع السياسي الراهن.

آفاق الأسواق المالية وسط التوترات الجيوسياسية

ما تزال الأسواق في ترقب مستمر لما سيحدث بعد الهجوم الإيراني الأخير، حيث إن هناك توقعات بإمكانية إغلاق مضيق هرمز وهو أحد الممرات المائية الأكثر أهمية بالنسبة لصادرات النفط عالميًا، مما سيؤدي إلى ضغوط كبيرة على سلاسل الإمداد العالمية، وإذا ما استمر هذا التصعيد الذي لم تنبثق منه أي إشارات واضحة إلى التهدئة حتى الآن، فإن الدولار سيبقى الخيار الأبرز للمستثمرين كونه يتمتع بثقة طويلة الأمد في أوقات عدم الاستقرار، كما أن هذه الأحداث تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي حيث يتابع الجميع توجهات السياسات النقدية للمرحلة القادمة.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الدولار سيواصل أداءه الإيجابي خلال الفترة المقبلة طالما استمرت الأزمة الراهنة بدون حلول واضحة، مع بقاء الترقب سيد الموقف في الأسواق المالية التي تتأثر بشكل مباشر بالأحداث السياسية والاقتصادية عالميًا.