«صدمة كبيرة» أسعار الذهب العالمية تسجل انخفاضاً غير متوقع

تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب اليوم الاثنين بشكل ملحوظ رغم تصاعد الأحداث بين إسرائيل وإيران، إذ تأثر سوق الذهب بعمليات جني الأرباح بعد الارتفاع الملحوظ الذي شهده يوم الجمعة بالتزامن مع اندلاع النزاع، ولكن على الرغم من هذا الانخفاض، لا يزال الذهب يحتفظ بمكانته بين أعلى المستويات التاريخية له مما يعكس استمرارية التذبذب داخل الأسواق العالمية.

أسعار الذهب والفضة اليوم وتوجهات الأسواق

شهدت أسعار الذهب تسليم الشهر الجاري تراجعًا يُقدر بـ 43.80 دولارًا وهو ما يُعادل نسبة 1.01%، إذ وصل السعر إلى 3396.40 دولارًا للأوقية، ومع هذه الانخفاضات، يبقى هذا الرقم بين أعلى خمسة مستويات وصل إليها هذا المعدن النفيس على الإطلاق، بالمقابل، لم تلحق الفضة بالذهب في تراجعها، بل واصلت سلسلة ارتفاعاتها لثالث جلسة على التوالي، إذ زادت بمقدار 9.80 سنتًا أو ما يُعادل نسبة 0.27% ليصل سعرها إلى 36.379 دولارًا للأوقية.

تُعزى هذه التحركات السعرية إلى القلق المستمر في الأسواق وتوقعات المستثمرين بشأن العوامل العالمية مثل الحروب والتوترات الجيوسياسية، إضافة إلى قرارات السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى، كل هذه العوامل تشكل المحرك الأساسي لتقلبات الذهب والفضة حاليًا.

أثر التوترات الجيوسياسية على السوق

اندلعت الحرب بين إسرائيل وإيران الجمعة الماضية بعد عدة هجمات متبادلة بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وقد تسبب هذا الصراع المتصاعد في إحداث اضطرابات شديدة على المستويين السياسي والاقتصادي، تقترب حصيلة القتلى المعلنة من الجانب الإيراني من 220 قتيلًا، بينما قُتِل أكثر من 20 شخصًا في إسرائيل حتى الآن.

يخشى المستثمرون من احتمالية توسع هذا النزاع ليشمل جهات دولية أخرى، إلا أن تقارير حديثة نشرَتها صحيفة وول ستريت جورنال تلمح إلى محاولات دبلوماسية من إيران لوقف إطلاق النار واستئناف المحادثات النووية. قد يؤدي تراجع المخاوف بشأن امتداد الصراع إلى تهدئة التوتر في الأسواق المالية، لكن الآثار الاقتصادية لهذه الأحداث لا تزال غير محسومة.

توقعات أسعار الفائدة الأمريكية وتأثيرها على الذهب

تلعب السياسة النقدية دورًا بارزًا في التأثير على أسعار الأصول الثابتة كالذهب، إذ يترقب المستثمرون نتائج اجتماع لجنة السوق المفتوحة الذي يُعقد هذا الأسبوع، تشير التوقعات إلى أنه سيتم الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية دون تغيير، بينما تتزايد التكهنات بشأن احتمالية إجراء تخفيضات على الفائدة بحلول شهر سبتمبر.

تؤثر هذه التوجهات مباشرة في اتجاهات الطلب على الذهب، فكلما انخفضت أسعار الفائدة، يميل الذهب إلى الارتفاع باعتباره استثمارًا آمنًا، خصوصًا في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة كشأن الاقتصاد الأمريكي مؤخرًا، ولرصد كيفية التغيرات المرتقبة، يحتاج المستثمرون إلى متابعة أهم البيانات الاقتصادية التي ترتبط بالوظائف والتضخم في السوق الأمريكية.

خطوات لتجنب تقلبات الأسعار في سوق الذهب

للتعامل مع تقلبات أسعار الذهب والفضة الحالية، يمكن للمستثمرين اتخاذ الخطوات التالية:

• متابعة الأخبار السياسية والاقتصادية ذات العلاقة بالمناطق المتوترة.
• تحليل البيانات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم وأسواق الوظائف في الولايات المتحدة.
• الاستثمار بمرونة بين الذهب والأصول الأخرى بناءً على تطورات السوق.
• الاستعانة بمستشار مالي لتقييم المخاطر وإدارة المحفظة بشكل أفضل.

في ظل استمرار حالة التوتر الجيوسياسي والقلق من تغير السياسات النقدية الأمريكية، يبدو أن حالة عدم اليقين ستظل مسيطرة على المشهد الاقتصادي العالمي، مما يجعل متابعة التحركات القادمة أمرًا حاسمًا للمستثمرين في هذا القطاع.