تقرير رسمي يكشف تأثير التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أسعار الذهب عالميًا

في ظل الأحداث السياسية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار تقريرًا مفصلًا يلقي الضوء على التأثيرات الاقتصادية العالمية لهذه التوترات، خصوصًا فيما يتعلق بأسعار الذهب التي تعد دائمًا مقياسًا حساسًا للأزمات العالمية. ومع صعود وتيرة النزاع بين الطرفين، شهدت الأسواق زيادة ملحوظة في الطلب على الذهب باعتباره الوجهة الآمنة للمستثمرين وسط حالة عدم الاستقرار.

لماذا يشهد الذهب ارتفاعًا أثناء الأزمات؟

مع اندلاع الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو 2025، بلغ سعر أونصة الذهب 3435.3 دولار مقارنةً بـ3391.4 دولار في اليوم السابق، ورغم أن هذا الارتفاع قد يبدو بسيطًا إلا أنه كشف عن اتجاه جديد في الأسواق، حيث بات المستثمرون يتجهون نحو الذهب بشكل أكبر لحماية استثماراتهم من آثار التصعيد. وفق منصة (FXEmpire)، تجاوز سعر الذهب 3500 دولار للأونصة، وهو رقم قياسي يعكس شدة التوترات في الشرق الأوسط.

ما يجذب الانتباه أكثر هو بيانات التضخم التي أظهرت ارتفاعًا هامشيًا بنسبة 0.1% فقط في مايو 2025، مما زاد من الآمال بشأن خفض أسعار الفائدة مستقبلاً. هذه العوامل، بجانب استمرار حالة القلق الدولية، دفعت المستثمرين لرؤية الذهب كملاذ آمن مستقر يحافظ على قيمته في مواجهة تقلبات السوق الجيوسياسية والمالية.

ما علاقة الشرق الأوسط بتقلبات أسعار الذهب؟

بصورة مباشرة، الأحداث الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط تؤثر دائمًا على توجهات المستثمرين. عندما يتصاعد الصراع، كما في حالة الخلاف الإسرائيلي الإيراني الحالي، ينصب اهتمام الأسواق على التبعات الاقتصادية التي قد تحدث نتيجة لتدهور الأوضاع. منصة (FXStreet) أكدت أن كسر سعر الذهب لحاجز 3500 دولار يعني أن هناك توقعات موجة جديدة من الارتفاعات، مدفوعة بانعكاسات الأزمة وطريقة تعامل القوى الكبرى معها.

هذا الاتجاه يتعزز أكثر في ظل احتمال استهداف إيران للقواعد الأمريكية كرد فعل، ما يزيد الضبابية بشأن التحركات العسكرية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي. وفي هذا السياق، أشار شارو تشانانا، المحلل البارز بشركة (Saxo Capital Markets Pte)، إلى أن الذهب ليس مجرد أصل يحمي من تبعات الضغوط السياسية، بل هو وسيلة للوقاية من التضخم أيضًا.

مقارنة تأثيرات عوامل السوق على أسعار الذهب

التقلبات بشأن أسعار الفائدة والتوترات السياسية ليست العامل الوحيد، بل تتداخل مع ارتفاع الطلب الاستثماري على الذهب. للمقارنة بين العوامل التي تؤثر على الأسعار، يمكن عرضها في الجدول التالي:

أرقام قياسية وآفاق مستقبلية

وضمن التغيرات الأخيرة، أكدت وكالة بلومبرج أن تداعيات النزاع تؤدي إلى توحيد المستثمرين حول الذهب كأصل دفاعي في مواجهة المخاطر الاقتصادية، فيما رجحت منصة “آي صاغة” استمرار الطلب المرتفع عليه. يشير ذلك إلى أنه في بيئة مشحونة بالتوترات، تصبح التوقعات بشأن أسعار الفائدة والسياسات التجارية الأمريكية عوامل مساندة للصعود الإضافي.

لمن يتابعون تقلبات السوق، يبدو الذهب الآن أكثر من مجرد عنصر استثماري، فهو يعكس اضطرابات سياسية واقتصادية تشغل العالم بأسره. هل سيستمر في الارتفاع؟ كل ذلك يعتمد على كيفية تفاعل القوى الكبرى مع الأزمات المتعددة المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط. لأي مستثمر يبحث عن الاستقرار ومواجهة الأزمات، الذهب سيبقى الخيار المفضل.