الحرس الثوري يترقب الإعلان عن الجيل الجديد من الصواريخ المتطورة

في تصريحات حديثة أثارت اهتمامًا واسعًا، كشف الحرس الثوري الإيراني عن ملامح جديدة في استراتيجياته الدفاعية والهجومية، حيث تحدث العميد أحمد وحيدي، مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني ووزير الداخلية السابق، عن استعداد كامل لخوض حرب طويلة الأمد باستخدام منظومات صاروخية متطورة لم تُكشف عن تفاصيلها بعد، مما يشير إلى رؤية إيرانية جديدة في توظيف القوة العسكرية. وحيدي شدد على أن إيران مستعدة لأي سيناريو، وأن امتلاكها للجيل الجديد من الصواريخ يعتبر ورقة قوية تُستخدم في الوقت المناسب فقط.

الجيل الجديد من الصواريخ وتوجهات الحرس الثوري

أوضح العميد أحمد وحيدي أن الحديث عن مخزون إيران من الصواريخ بات يُثار كثيرًا في وسائل الإعلام، لكن الرد الرسمي كان صارمًا وواضحًا، خاصة عندما أشار إلى أن ما يقال عن انخفاض هذا المخزون مجرد “مزحة”، مضيفًا أن طهران لم تستخدم قدراتها الصاروخية الحديثة بعد، وتنتظر اللحظة الملائمة للكشف عنها. حيث تضم هذه القدرات منظومات جديدة تتعدى فكرة الصواريخ لتشمل أنظمة دفاع ومعدات متطورة في مجالات مختلفة.

وفي سياق متصل، أكد وحيدي أن التحول في ميزان القوى يميل يومًا بعد الآخر لصالح إيران، مشيرًا إلى أن الإبداع العسكري الإيراني سيظهر بشكل لافت خلال المرحلة القادمة، ليؤكد على استعداد القوات المسلحة للدخول في مواجهة شاملة بأبعادها كافة، مع الإشارة إلى القدرة العالية على تطويل مدى المواجهة إذا لزم الأمر.

الموجة الجديدة من الهجمات المسيرة

من جانب آخر، قدّم العميد كيومرث حيدري، قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، تفاصيل عن العمليات العسكرية الأخيرة باستخدام الطائرات المسيرة المسلحة، وأوضح أن الهجمات استهدفت مواقع استراتيجية إسرائيلية على مدار الساعات الماضية. هذه الطائرات، التي تُعتبر جزءًا من الجيل الجديد للتكنولوجيا العسكرية الإيرانية، تمتلك دقة عالية وقدرات تدميرية شديدة، واستهدفت مواقع هامة مثل تل أبيب وحيفا.

وأضاف حيدري أن مئات الطائرات المسيرة بعيدة المدى، حملت على عاتقها تنفيذ هذه المهام، مما يدل على مدى تطور هذا الجانب من الإمكانيات الإيرانية. وأكد أن هذه الهجمات ليست إلا جزءًا من الاستراتيجية الجديدة التي تعتمد على ضربات دقيقة وسريعة قد تغيّر قواعد اللعبة في المواجهات الحالية والمستقبلية.

قدرات الحرس الثوري وردع الخصوم

تأتي تصريحات المسؤولين الإيرانيين في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية، خاصة في ظل التحولات الجارية بموازين القوى في المنطقة. وفي هذا السياق، يبدو أن إيران تعتمد استراتيجية متكاملة تقوم على أكثر من بُعد عسكري، بدءًا من الصواريخ المتطورة التي لم تُفعّل بعد، وانتهاءً بالطائرات المسيرة الهجومية التي أثبتت فعاليتها.

وفي ضوء ذلك، يمكن تلخيص القدرات الإيرانية الأبرز على النحو التالي:

• الاعتماد على منظومات صاروخية متطورة لم تُستخدم حتى الآن بشكل استراتيجي.
• استخدام الطائرات المسيرة ذات المدى البعيد والدقة العالية في تنفيذ ضربات موجهة نحو أهداف محددة.
• التأكيد على جاهزية القوات المسلحة لخوض أي سيناريو مواجهة.
• التوجه نحو إبراز الجانب الإبداعي في تطوير الأسلحة.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن إيران تسعى لتحديد الخطوات القادمة بحذر، موازنةً بين التصعيد العسكري وتوجيه رسائل قوة واضحة للطرف الآخر. التصريحات والعمليات الأخيرة تشير إلى أن الهدف ليس مجرد الدفاع، بل فرض معادلة جديدة تكون فيها إيران في مركز الثقل الإقليمي، مما يجعل الوضع في المنطقة محل متابعة دقيقة وترقب مستمر من القوى الإقليمية والدولية.