خبير مناخ يتوقع تكرار تأجيل مباريات كأس العالم في 2026

مع انطلاق بطولة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، برزت التحديات المناخية كعامل رئيسي يؤثر على سير الفعاليات، ومع تقلبات الطقس الحادة خلال فصل الصيف، اضطرت اللجنة المنظمة إلى التعامل مع تأجيل أربع مباريات متتالية على مدار أربعة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية، مما أثار تساؤلات حول استعدادات الجهات المنظمة لمثل هذه السيناريوهات.

التأثيرات المناخية على بطولة كأس العالم للأندية

شهدت بطولة كأس العالم للأندية هذا العام أحداثًا استثنائية نتيجة الأحوال الجوية، بدءًا من العواصف الرعدية التي أدت إلى تأجيل مباراة فريق أولسان الكوري الجنوبي ضد ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي في أورلاندو، والتي تأخرت لأكثر من ساعة، وصولًا إلى مباراة ريد بول سالزبورغ النمساوي وباتشوكا المكسيكي التي تأجلت لمدة 97 دقيقة في سينسيناتي، كما أن ارتفاع درجات الحرارة في نيوجيرسي تسبب في توقف مباراة بالميراس البرازيلي أمام الأهلي المصري، حيث بحث المشجعون عن الظلال وسط موجة الحر، فضلًا عن التأثيرات الشديدة التي أسفرت عنها الكوارث الطبيعية، مثل إصابة فتى بصاعقة برق في سنترال بارك بنيويورك.
تمثلت أطول فترات التأجيل في مباراة بنفيكا البرتغالي وأوكلاند سيتي النيوزيلندي، حيث استمرت التوقفات في أورلاندو لمدة ساعتين، لتنتهي المباراة بفوز كاسح لبنفيكا 6-0، وهو ما يعكس مدى ازدواجية المشهد بين نجاح الفرق وتأثير العوامل الجوية.

خطط الطوارئ لمونديال 2026

أوضح "بن شوت" مدير العمليات في هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، أن ما حدث خلال بطولة كأس العالم للأندية ليس أمرًا مفاجئًا في هذا التوقيت من السنة، بل يُعتبر جزءًا من التحديات المعتادة للجغرافيا الأمريكية المتنوعة، حيث تشهد بعض المناطق عواصف رعدية بعد الظهر نتيجة لتأثيرات نسائم البحر في الجنوب والجبهات الباردة في الشمال.
وأشار إلى أن الهيئة بدأت التنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والمنظمين المحليين منذ ثمانية أشهر، بهدف وضع خطط طوارئ متكاملة لمواجهة التغيرات المناخية المحتملة، تشمل هذه الخطة العناصر التالية:

• توظيف خبراء أرصاد في كل مدينة مستضيفة للمباريات لمتابعة المستجدات الجوية.
• إطلاق تحذيرات باللغة المناسبة للجماهير وفقًا للغات الرسمية لفيفا.
• توفير مناطق مخصصة للحماية من الأمطار أو العواصف.
• تنسيق تام مع السلطات المحلية لضمان سلامة الجميع خلال المباريات.

نظرة شاملة على التحديات في الملاعب الأمريكية

تعكس الحالة المناخية في الولايات المتحدة مدى تعقيد استضافة فعاليات رياضية كبرى، خاصة مع اختلاف أحوال الطقس من ولاية إلى أخرى، ففي الجنوب مثلًا، هناك احتمالية عالية لتكوّن عواصف مفاجئة، بينما تؤدي الجبهات الهوائية الباردة إلى تغييرات جذرية في الشمال، هذا الخليط المناخي يجعل الإعداد لاستضافة المونديالات يتطلب خططًا شاملة، تعتمد على مراقبة دقيقة للظروف الجوية، فضلًا عن توفير التوعية لجماهير الزائرين الذين قد يواجهون مخاطر لم يُخططوا لها مسبقًا.

أكد شوت ضرورة الإسراع في تأهيل المشجعين واللاعبين لمواجهة هذه الظروف، سواء بتثقيفهم أو بتوفير الإمكانيات والبنية التحتية المناسبة لاستيعاب أي طارئ، حيث إن التحذيرات المناخية وحدها لا تكفي، مؤكدًا أن مونديال 2026 يجب أن يكون مثالًا للتخطيط المحكم بالشراكة بين فيفا والجهات المحلية.
تمثل الأحداث الأخيرة دعوة لإعادة التفكير في كيفية التحضير للبطولات الدولية الكبرى، وسط تحديات بيئية متغيرة.