«استقرار الذهب» مع تراجع التوتر بالشرق الأوسط وانتظار بيانات اقتصادية جديدة

أسعار الذهب اليوم شهدت استقراراً ملحوظاً وسط تركيز المستثمرين على بيانات التضخم الأمريكية لتحديد توجهات أسعار الفائدة، بالإضافة إلى متابعة تطورات الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط التي شهدت مؤخراً بعض التهدئة، ومن ناحية أخرى، سجلت أسعار المعادن الأخرى كالبالاديوم والبلاتين ارتفاعات كبيرة.

استقرار أسعار الذهب اليوم وسط ترقب المستثمرين

أسعار الذهب اليوم حافظت على استقرارها في ظل حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين لظهور بيانات التضخم الأمريكية، حيث استقرت عند مستوى 3333 دولاراً للأونصة في الأسواق الفورية، بينما بلغت العقود الآجلة للذهب 3348 دولاراً عند الإغلاق، يوضح الخبراء أن التراجع الأخير للذهب نتج عن تراجع حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استمرار تأخير خفض أسعار الفائدة المتوقع رغم توقعات بزيادة التضخم بسبب الرسوم الجمركية التي كانت قد فرضت مسبقاً.
الاستثمارات عادة ما تزدهر في أوقات الأزمات والضبابية الاقتصادية، وهو الأمر الذي يجعل الذهب خياراً جذاباً في ظل بيئة اقتصادية تعاني من أسعار فائدة منخفضة وضغوط تضخمية، وتتوقع الأسواق حالياً أن يتم خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في مناسبتين قادمتين هذا العام، ما يعزز احتمالية ارتفاعات مستقبلية للذهب إذا استمر الوضع كما هو.

الفضة والبلاديوم يشهدان مكاسب كبيرة

بالانتقال إلى أسعار الفضة، فقد ارتفعت في الأسواق الفورية بنسبة وصلت إلى 1%، لتصل إلى مستويات 36.63 دولار، محققة بذلك أعلى سعر لها منذ منتصف يونيو، ويتوقع المحللون أن الفضة قد تشهد ارتفاعات إضافية إذا تجاوز سعرها حاجز 37.50 دولار، لما تحمله هذه العلامة من أهمية كبيرة للمضاربين في السوق، على الجانب الآخر، حقق البلاديوم قفزة سعرية مدهشة تجاوزت 8% ليستقر عند 1136.68 دولار، ملامساً أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2024.
هذا المستوى السعري للبلاديوم يُعزى إلى زيادة عمليات المضاربة في السوق، حيث أقبل العديد من المستثمرين على زيادة مخزوناتهم مستفيدين من الاعتقاد السائد بأن الأسعار الحالية أقل من قيمتها الحقيقية بناءً على الظروف السوقية، وفق تصريحات الشريك الإداري لمجموعة سي.بي.إم، ومن المثير للانتباه التوقعات التي تفيد بأن البلاديوم قد يشهد انخفاضاً إلى مستوى 1050 دولاراً بحلول منتصف الشهر المقبل، بعد أن كانت الارتفاعات الأخيرة مؤقتة وغير مستدامة بحسب الخبراء.

البلاتين يقترب من أعلى مستوياته منذ سنوات

أما البلاتين فقد شهد ارتفاعاً ملحوظاً بمعدل 5.1% ليصل إلى مستوى 1423.26 دولار، وهو رقم قريب من أعلى مستوياته التي سجلها في سبتمبر 2014، مما يعكس زيادة الفاعلية المضاربية في الأسواق خلال الفترة الحالية، ووفقاً للتوقعات التحليلية، فإن البلاتين قد يصل إلى مستوى 1500 دولار للأونصة في غضون الأيام القليلة القادمة، ليسجل بعدها تراجعاً حاداً إلى مستوى 1200 دولار خلال فترة لا تزيد عن أسبوعين.
إن تغيرات الأسعار في المعادن النفيسة ليست مقتصرة فقط على العرض والطلب، بل تتأثر بصورة مباشرة بعوامل مثل الاتجاهات الجيوسياسية، سياسات البنوك المركزية، ومستوى التوقعات الاقتصادية، وتلك العوامل تجعل هذه الأسواق محفوفة بالمخاطر، خاصة مع تضاعف التأثير العاطفي لدى المضاربين والمستثمرين حينما يتعلق الأمر بمستويات قاع أو قمة جديدة.

• الذهب يتأثر بعوامل الفائدة والتوترات الجيوسياسية
• الفضة تواصل مكاسبها مع توقعات بارتفاع إضافي
• البلاديوم والبلاتين يواجهان مضاربات عالية في السوق
• المستثمرون يترقبون خفض أسعار الفائدة قريباً

أسعار الذهب اليوم تبقى تحت المجهر، خاصة مع استمرار حالة الترقب من قبل الأسواق للسياق الاقتصادي العالمي، وما سيحمله المستقبل للتوترات الجيوسياسية وأسعار الفائدة.