«انخفاض قياسي» أسعار الغاز تسجل أكبر تراجع أسبوعي منذ عامين وتثير تساؤلات

أسعار الغاز تهوي نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ عامين، لتمثل صدمة كبيرة للسوق الأوروبية في ظل تغيرات جيوسياسية وتراجع في الطلب العالمي، أبرزها ضعف السوق الصينية، فقد انخفضت العقود المستقبلية بنسبة 3.1% يوم الجمعة، مما يشير إلى خسارة تقارب 20% خلال أسبوع، وهو أكبر انخفاض منذ يوليو 2023، وهذا يعكس الهشاشة الجيوسياسية للأسواق.

أسباب تراجع أسعار الغاز الطبيعي

أحد الأسباب الرئيسية لهذا الهبوط هو تحسن الأجواء السياسية بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الأمر الذي أزال مخاوف تعطل توريد الغاز عبر مضيق هرمز، وهو شريان رئيسي يمر من خلاله حوالي خمس تجارة الغاز المسال عالميًا و10% من واردات أوروبا من قطر، كما ساهم تراجع الطلب العالمي، لا سيما من الصين، في هبوط الأسعار.

التطورات السياسية في الشرق الأوسط أسهمت بشكل كبير في هذا الانخفاض، حيث أضاف الاستقرار في المنطقة طمأنة للمستثمرين بشأن التجارة البحرية، مع إشارات واضحة إلى حساسية السوق لأي تقلبات في الإمدادات أو تعقيدات الشحن الدولية، وفقًا لدراسات معهد اقتصاديات الطاقة.

كيف أثّر ضعف السوق الصينية على أسعار الغاز؟

الاقتصاد الصيني، الذي يُعتبر من أكبر مستوردي الغاز الطبيعي المسال، يمر ببطء نتيجة العقوبات والرسوم الجمركية المطبقة من الجانب الأمريكي، وهو ما قلل الواردات الصينية، بدوره ساهم هذا التراجع في توفير فائض من الشحنات المتجهة إلى أوروبا ما خفض المنافسة السعرية، ومع هذا الركود، يشهد السوق الأوروبي وفرة غير مسبوقة من المعروض.

ومن المتوقع أن يسهم الإعلان عن اتفاق تجاري جديد بين الصين والولايات المتحدة في دفع السوق العالمية نحو استقرار في الشهور المقبلة، هذا الاتفاق يهدف إلى رفع بعض القيود المفروضة، مما قد يعيد التوازن بشكل تدريجي إلى مشهد الطاقة العالمي.

مقارنة بين أداء أسعار الغاز والنفط

طالت تداعيات هذا التراجع أيضًا سوق النفط الذي شهد خسائر حادة، ما جعل الأسواق تواجه أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2023، وذلك نتيجة تراجع علاوات المخاطر الجيوسياسية مع زيادة المخزون العالمي بسبب الطلب المحدود.

• هبوط أسعار الغاز هو الأكبر منذ يوليو 2023.
• تم إنقاذ تمرير الأسواق بسبب تخفيف المخاوف الجيوسياسية.
• الاقتصاد الصيني يلعب دورًا حاسمًا في تحديد استقرار السوق.
• الاتفاق الجديد بين واشنطن وبكين قد يحقق توازن المعروض قريبًا.

مع تصاعد توقعات بانتعاش تدريجي في المستقبل القريب، تظل الأسواق الدولية مرهونة بأي تغييرات غير متوقعة على الساحة الدولية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وموقف القوى الاقتصادية الكبرى مثل الصين التي تمثل اللاعب الأساسي في الطلب العالمي على الغاز والطاقة.