«انخفاض مفاجئ» الدولار يواصل التراجع مع توقعات بمزيد من تقليص الفائدة

استقر الدولار الأميركي، اليوم الجمعة 27 يونيو 2025، بالقرب من أدنى مستوياته خلال ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، مما يعكس الضغوط المستمرة الناتجة عن التوقعات المتعلقة بتخفيضات جديدة لأسعار الفائدة الأميركية وإبرام اتفاقيات تجارية محتملة قبل فرض رسوم جمركية جديدة من قبل الإدارة الأمريكية الشهر المقبل، مما يمثل مرحلة حاسمة في تقييم الأداء الاقتصادي العالمي.

تذبذب الدولار الأميركي أمام العملات العالمية

تشير البيانات المالية إلى أن الدولار الأميركي فقد جاذبيته مقارنة باليورو والجنيه الإسترليني، إذ قوبل الطلب على الدولار بانخفاض ملحوظ نتيجة التوقعات بتوجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيض أسعار الفائدة، حيث يمثل هذا التحرك إحدى الخطوات الأساسية للحفاظ على النمو الاقتصادي في مواجهة التحديات الحالية، في حين يترقب المستثمرون ما ستسفر عنه المفاوضات بين دول العالم قبل انتهاء الموعد المخصص لفرض الرسوم الجمركية الأمريكية.

أداء العملات الأوروبية أمام الدولار

شهدت العملة الأوروبية (اليورو) ارتفاعًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 1.17208 دولار خلال التعاملات الصباحية، وسط دعم إيجابي من بيانات اقتصادية في فرنسا تشير إلى نمو أسعار المستهلكين بشكل يفوق التوقعات، بينما سجل الجنيه الإسترليني تراجعًا طفيفًا إلى 1.3742 دولار بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2021، ومع انحسار التوترات الجيوسياسية التي ساهمت بشكل كبير في زعزعة استقرار السوق، بات المستثمرون يركزون على السياسة النقدية الأميركية ودورها الأساسي في رسم معادلة العملات العالمية.

تأثير انخفاض مؤشر الدولار

تراجع مؤشر الدولار ليصل إلى 97.159، وهو أدنى مستوياته منذ مارس 2022، مما يعكس انخفاضًا شهريًا متواليًا لمدة ستة أشهر، حيث يعود السبب الرئيسي لهذا التراجع إلى المخاوف المتزايدة بشأن النمو الاقتصادي الأمريكي الذي تأثر سلبًا بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم والبحث عن بدائل أكثر استقرارًا مثل الين الياباني والفرنك السويسري.

• ارتفع الين الياباني إلى 144.375 مقابل الدولار، وحقق استقرارًا جزئيًا.
• بلغ الفرنك السويسري مستويات قوية عند 0.799 مقابل الدولار، وهو الأقوى خلال السنوات العشر الأخيرة.
• تتركز الأنظار على الأداء المستقبلي لمؤشر الدولار خلال الأشهر القادمة وسط توقعات بتقلبات إضافية.

الترقب لسياسات اقتصادية جديدة

مع اقتراب موعد إصدار بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، يبقى المستثمرون في حالة ترقب لما سيكشفه التقرير من إشارات حول المستقبل الاقتصادي، إذ يعتبر هذا المؤشر دليلاً حيويًا لتوقع المدى الذي قد تصل إليه أسعار الفائدة، إضافة إلى المفاوضات المرتقبة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين في محاولة لتفادي فرض رسوم جمركية إضافية خلال يوليو المقبل.

أما الأسواق، فلا تزال تواجه تحديات متعددة تتطلب المزيد من المرونة والسياسات المالية الذكية لضمان استقرار البنية الاقتصادية، خاصة مع استمرار تفوق العملات الأوروبية واستقرار عملات أخرى على مستوى عالمي.