«ارتفاع جديد» سعر الذهب اليوم عالميًا يشهد تحركًا مفاجئًا مع تراجع الدولار

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الاثنين بعد أن سجلت أدنى مستوياتها الشهرية. جاء هذا التحسن نتيجة تراجع قيمة الدولار الأمريكي، بالرغم من انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن جراء تفاؤل الأسواق بشأن تهدئة التوترات التجارية والجيوسياسية العالمية. افتتحت أونصة الذهب التداول عند 3271 دولارًا وسجلت ارتفاعًا بنسبة 0.4% لتصل إلى 3296 دولارًا، متوقفة حاليًا عند 3287 دولارًا.

أسعار الذهب العالمية تشهد تقلبات ملفتة

مع بداية تداولات اليوم، انخفضت أسعار الذهب لتتجاوز مستويات دعم حرجة عند 3250 دولارًا للأونصة، وهو أدنى مستوى في أكثر من شهر. إلا أن الأسعار سرعان ما انعكست لتلامس مستويات قريبة من 3290 دولارًا بسبب استفادة الذهب من ضعف الدولار، مما أعطى زخمًا إيجابيًا لسعر الأونصة.
عدة عوامل أسهمت في هذه التقلبات، حيث أظهرت المستجدات الاقتصادية انخفاض التشاؤم بشأن محادثات الصين وأمريكا. وتم تأكيد أن الاتفاق التجاري بين الطرفين قد يكون قريبًا، مما عزز استقرار الأسواق بشكل عام، وقلل من الاعتماد على الذهب كملاذ آمن.

العوامل المؤثرة على الطلب العالمي للذهب

تأثرت أسعار الذهب العالمية بعدة عوامل، أبرزها التطورات الجيوسياسية والخطوات الحكومية لإعادة صياغة السياسات التجارية. وقد سجلت بعض الأحداث الآثار الآتية:

• تخفيف التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما قلل من لجوء المستثمرين للذهب كملاذ آمن
• إعلان وزير الخزانة الأمريكي عن اتفاقيات تجارية وشيكة مع الصين، مما عزز التفاؤل الاقتصادي
• تراجع عقود شراء الذهب في الأسواق متأثرة بتوجه الاستثمارات نحو الأصول الأخرى في ظل تطور الأوضاع
• دعم الذهب لتعويض الانخفاض الناجم عن ضعف الدولار بصورة طبيعية

ضعف الدولار لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الطلب الجزئي على الذهب خلال الجلسات الأخيرة. مع استمرار الضغوط السياسية والإشارات الواضحة من الإدارة الأمريكية لخفض أسعار الفائدة، انتعش الذهب مؤقتًا للاستفادة من تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية.

أسعار الذهب في الأسواق المحلية

شهدت أسعار الذهب المحلية تغيرات طفيفة على مدار اليوم، فبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر انتشارًا في الأسواق – 4590 جنيهًا بعد الهبوط الذي شهده بالأمس. افتتح الذهب تداولاته عند 4600 جنيه، ولا يزال الضغط مستمرًا بسبب ضعف سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.
بالإضافة إلى ذلك، تأثرت السوق المحلية بحركة تغييرات النمو الاقتصادي التي انعكست بشكل طفيف على التوقعات القادمة للأسعار. أظهرت بيانات رسمية أن الاقتصاد المصري سجل نموًا بنسبة 4.77%، وهو الأعلى منذ ثلاث سنوات، مما استمر في خلق ضغوط ملحوظة على استقرار السوق.

وسط هذه المتغيرات، يعاني الذهب من ضغط سلبي بسبب تكاليف الإنتاج وتقلبات الأسواق الخارجية. ومع أن المؤشرات الحالية تميل نحو الاستقرار، تعود أسعار الذهب للتراجع إذا استمر الدولار في تعزيز قيمته أمام الجنيه.

توقعات أسعار الذهب خلال الفترة القادمة

في ظل ما تشهده الأسواق العالمية من حركات ديناميكية، يبدو أن أسعار الذهب تتجه نحو اختبار مناطق دعم ومقاومة متعددة. أسعار الأونصة العالمية تحتاج للاستقرار فوق 3290 دولارًا لاستعادة جاذبيتها المستمرة، فيما يمثل مستوى الدعم عند 3250 دولارًا نقطة فنية هامة لبقاء الأسعار في نطاق الحركة التصاعدية.
أما السعر المحلي، فقد يظهر محاولات مستمرة للتنقل بين المستويات الحالية مع استمرار ضعف الدولار وتأثير حركة الذهب العالمية عليه بصورة مباشرة.