صدّق أو لا تصدّق: أسعار النفط تنخفض بسبب الحرب التجارية

تشهد أسواق النفط تذبذبًا ملحوظًا في ظل تأثير العوامل الاقتصادية العالمية وتغيرات الطلب والعرض، فقد انخفضت أسعار النفط الخام بشكل حاد خلال الفترة الأخيرة نتيجةً للتوترات الجيوسياسية والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فيما يرجح المحللون استمرار هذا التباطؤ في الأسعار وسط ضغوط اقتصادية وعوامل غير مستقرة.

تحرك الأسواق وتأثير العرض والطلب

شهدت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تراجعًا كبيرًا بسبب انخفاض الطلب العالمي على النفط إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات، حيث سجلت أسعار خام برنت تراجعًا بقيمة 72 سنتًا لتصل إلى 63.95 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بقيمة 73 سنتًا ليبلغ 60.60 دولارًا. يعود ذلك لانخفاض الطلب اليومي العالمي بمقدار 730 ألف برميل يوميًا، ما يمثل تراجعًا عن توقعات سابقة لوكالة الطاقة الدولية التي كانت تتوقع نموًا بمقدار 1.03 مليون برميل.

الحرب التجارية وتأثيرها على سوق النفط

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلعب دورًا رئيسيًا في اضطراب أسواق النفط، حيث قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية، ما دفع الصين إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، مما أدى إلى تزايد المخاوف من حدوث ركود عالمي قد يؤثر على الطلب على الطاقة. كما أن تصاعد الرسوم الجمركية قلّص نمو الاقتصاد العالمي، ما ينعكس بدوره على حركة الأسواق النفطية. إضافة إلى ذلك، فإن زيادة إنتاج أوبك+ ساهمت في هذا الانخفاض الكبير في الأسعار.

توقعات مستقبلية لأسواق النفط

بحسب خبراء السوق، فإن استمرار الضغوط الاقتصادية قد يحافظ على أسعار النفط منخفضة في حدود 60 دولارًا، إلا أنه في حال عودة الانتعاش الاقتصادي أو شح في المعروض النفطي، فقد نشهد ارتفاع الأسعار عن حاجز 65 دولارًا للبرميل. ويتوقع المحللون أن استقرار أسواق الأسهم قد يوفر دعمًا إيجابيًا لأسعار النفط؛ فيما يمثل تخزين النفط دورًا هامًا في استقرار السوق، مع الإشارة إلى أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت بمقدار 2.4 مليون برميل في فترة وجيزة، بينما شهدت مخزونات المشتقات انخفاضًا واضحًا خلال نفس الفترة.