شوف الجديد: أسعار النفط تستقر مع تقييم أثر حرب واشنطن وبكين

تشهد أسواق النفط حالة من الاستقرار خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وسط ترقب حذر للتطورات الاقتصادية العالمية والسياسات التجارية الأمريكية. في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها السلبي على الطلب العالمي على الطاقة والنمو الاقتصادي، تتابع الأسواق بحذر حركة الأسعار التي شهدت تغيرات طفيفة خلال الفترة الأخيرة، حيث سجل خام برنت 64.72 دولارًا للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 61.36 دولارًا للبرميل.

أسعار النفط اليوم وتأثير الحرب التجارية

أثرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على اقتصادات العالم وأسواق النفط على وجه الخصوص. الإجراءات الجمركية المتبادلة بين الطرفين تسببت في تقلبات الأسعار، ما أدى إلى تراجعها بنسبة 13% منذ بداية الشهر الجاري. كما أسهمت زيادة إنتاج التحالف النفطي “أوبك+” بقيادة السعودية وروسيا في زيادة الضغوط، ما ساهم في الحد من ارتفاع الأسعار. هذا الوضع غير المستقر يعكس حالة انعدام الثقة الموجودة لدى المستثمرين، فيما تترقب الأسواق أي إشارات إيجابية قد تدفع نحو تعزيز الطلب وتحسن الأسعار.

تباطؤ نمو الطلب العالمي

وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية الأخير، من الواضح أن نمو الطلب العالمي على النفط يشهد تباطؤًا ملحوظًا، حيث وصلت التوقعات الجديدة إلى 730 ألف برميل يوميًا فقط لعام 2025. هذا التراجع يعزى إلى تأثر الاقتصاديات الكبرى بالرسوم الجمركية، إلى جانب تحسن استراتيجيات إنتاج النفط الأمريكي والضغوط الأخرى التي تواجه الأسواق. وبمقارنة توقعات وكالة الطاقة مع تقرير منظمة أوبك، يظهر استمرار الانكماش في نمو الطلب، مما يشير إلى تحديات قادمة.

بيانات المخزونات الأمريكية وآفاق السوق

لعبت مخزونات النفط الأمريكية أيضًا دورًا كبيرًا في تشكيل المشهد الحالي للأسعار. ووفقًا لمعهد البترول الأمريكي، ارتفعت مخزونات النفط الخام بنحو 2.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بينما شهدت مخزونات البنزين ونواتج التقطير انخفاضًا ملحوظًا. هذه البيانات تسلط الضوء على التناقض في المؤشرات الحالية، حيث يظل التوازن بين العرض والطلب هشًا؛ إذا لم يتحسن الطلب العالمي أو تتراجع حدة الضغوط الاقتصادية، فإن أسعار النفط قد تبقى محصورة في نطاق 60 دولارًا للبرميل على المدى القريب.

في ضوء هذه التطورات، تبقى السوق النفطية تحت ضغط متزايد وتعتمد بشكل كبير على السياسة الاقتصادية العالمية والاستقرار التجاري؛ لذا فإن أي تقدم إيجابي في الملف التجاري الأمريكي الصيني أو تحسن بيانات الطلب قد يساهم في الدعم التدريجي لأسعار النفط.