«تغيير جذري» الدولار اليوم هل لا يزال ملاذاً آمناً كما يعتقد المستثمرون

الدولار لم يعد ملاذاً آمناً في كل الظروف وفقاً لتحذيرات مجموعة «غولدمان ساكس» التي ترى أن العملة الأميركية قد تتعرض لتقلبات كبيرة بسبب الضغوط الجيوسياسية والمالية المتزايدة، حيث يشير المحللون إلى أن حالة عدم اليقين السياسي حول الرسوم الجمركية واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب المخاوف المتصاعدة، تدفع المستثمرين العالميين إلى تنويع استثماراتهم بعيداً عن الأصول الأميركية.

الدولار لم يعد ملاذاً آمناً: تحولات مع أسواق الأسهم الأميركية

شهد عام 2025 ظاهرة نادرة تمثلت في انخفاض الدولار بالتزامن مع تراجع الأسهم الأميركية، وهذه الظاهرة ازدادت وتيرتها بمعدل يفوق ضعف ما كان عليه خلال العقد الماضي، مما يعكس علاقة جديدة بين الدولار والأسواق المالية الأميركية، فاختلال هذه العلاقة يعكس ضغوطاً متزايدة على الأصول الأميركية؛ إذ يفقد الدولار ميزته التقليدية كعملة ملاذ آمن في أوقات الأزمات والعزوف عن المخاطر، خصوصاً وسط التوترات السياسية وتغير سياسات الرسوم الجمركية.

الدولار لم يعد ملاذاً آمناً: الأسباب وراء التراجع الجماعي للأصول الأميركية

تؤكد مذكرة «غولدمان ساكس» أن التراجع المتزامن لكل من الأسهم الأميركية، سندات الخزانة، والدولار يشير بوضوح إلى تراجع جاذبية الأصول الأميركية لدى المستثمرين العالميين، وتلك العوامل تشمل التهديدات المتكررة بفرض رسوم جمركية قاسية، إضافة إلى توجهات المستثمرين نحو توزيع أصولهم بشكل أكثر تنوعاً لتقليل المخاطر المرتبطة بالاقتصاد الأميركي، مما يعزز من احتمالية تخلي السوق عن الدولار كملاذ آمن.

• تصاعد حالة عدم اليقين السياسي حول الرسوم الجمركية؛
• تزايد الشكوك بأداء الاحتياطي الفيدرالي واستقلاليته؛
• مخاوف مالية متزايدة نتيجة التقلبات الاقتصادية؛
• ميل المستثمرين لتقليل الاعتماد على الأصول الأميركية وتنويع استثماراتهم؛
• اتجاهات البيع الجماعي للأصول الأميركية في الأسواق العالمية؛

الدولار لم يعد ملاذاً آمناً: رؤية مستقبلية وسط بيئة مالية غامضة

رغم أن «غولدمان ساكس» لا تتوقع فقدان الدولار لمكانته العالمية بشكل دائم، إلا أن البيئة السياسية والمالية المليئة بالضبابية تزيد من احتمالية تعامُل الأسواق مع الدولار على أنه عملة ذات استقرار أقل من المعتاد، وتكرار موجات البيع الجماعي للأصول الأميركية يمكن أن يؤدي إلى موجات جديدة من التقلبات القوية التي تؤثر على التفاؤل التقليدي تجاه الدولار.

يُعد الدولار واجهة المال العالمية التي تواجه تحديات متنامية ليست بالصغيرة، ويبدو أن استقرار العملة الأميركية في الفترة القادمة سيكون تحت رحمة عوامل كثيرة ومتغيرة قد تعيد رسم خريطة الاستثمار العالمي مجدداً بأسلوب أكثر تنوعاً وأقل اعتماداً على الدولار، ما يجعل مراقبة تطورات السوق الأميركية أمراً لا غنى عنه.