«رد فعل قوي» الحوثي على بريطانيا بعد إعلان مشاركتها في الضربات الجوية على صنعاء

ضربات جوية مشتركة نفذتها بريطانيا والولايات المتحدة استهدفت منشآت عسكرية لجماعة الحوثي، مصحوبة بتوترات كبيرة بين الطرفين، إذ توعد الحوثيون بعواقب وخيمة متهمين بريطانيا بالعدوان الوقح، جاء ذلك في إطار الرد على تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية إثر هجمات استهدفت سفنًا في البحر الأحمر وخليج عدن قاتلةً عدداً من البحارة، حيث استهدفت الضربات منشآت يُعتقد أنها مراكز تصنيع طائرات مسيّرة جنوب صنعاء.

تفاصيل ضربات جوية مشتركة ضد منشآت جماعة الحوثي

تأتي الضربات الجوية المشتركة بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد تصعيد واضح من الحوثيين تجاه الملاحة الدولية، فقد استهدفت الضربات المنشآت العسكرية التي تُستخدم في تصنيع طائرات مسيّرة، وتحديدًا موقعًا على بعد نحو 25 كيلومترًا جنوب العاصمة صنعاء، وكانت الضربات بعد حلول الظلام لتقليل الخطر على المدنيين، مشمولة باستخدام طائرات “تايفون FGR4” ومقاتلات مدعومة بطائرات “فوييجر” للتزود بالوقود، مع استخدام قنابل موجهة من طراز “بافواي 4”. عادت جميع الطائرات المشاركة بسلام حسب ما أعلنته وزارة الدفاع البريطانية.

رد جماعة الحوثي على الضربات الجوية المشتركة ودلالاته

رد الحوثيون بإدانة شديدة ووصفوا الغارات بـ”العدوان غير المشروع” متهمين بريطانيا بتأجيج التصعيد ومهددين برد قوي على هذه الضربات، حيث اعتبروا العدوان وقحًا يجب أن تُحتسب له العواقب، وأصدروا بيانًا في ظل حكومة غير معترف بها دوليًا محذرين من تبعات التصعيد، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في النزاع ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي، إذ أن هذه الضربات الأولى التي تعلن بريطانيا مشاركتها بها ضمن الحملة العسكرية التي بدأت واشنطن منتصف مارس الماضي.

مناطق استهداف ضربات جوية مشتركة وأهميتها الجغرافية

قامت الضربات الجوية المشتركة بتغطية عدة مناطق رئيسية داخل اليمن، منها:

• مناطق جنوب صنعاء مثل بني مطر وبني حشيش والحصن وهمدان
• محافظة صعدة، وتحديدًا منطقة سحار
• محافظة الجوف في منطقة برط العنان

تم اختيار هذه المناطق لدورها الحيوي في أنشطة تصنيع الطائرات المسيّرة والتجمعات العسكرية التابعة لجماعة الحوثي، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا في الرد على التهديدات التي وضعتها الجماعة للملاحة الدولية، وتأتي هذه التحركات في سياق حملة عسكرية دولية تهدف إلى الحد من تأثير الحوثيين.

تؤكد هذه العملية توضحًا استراتيجيًا على ضرورة قطع مصادر تصنيع الأسلحة والجماعات الفاعلة التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي، مما يعيد رسم خريطة تحركات الفصائل المسلحة.

الضربات الجوية المشتركة بين بريطانيا والولايات المتحدة ترسم فصلًا جديدًا في الصراع اليمني من خلال تكثيف الاستهداف العسكري للحوثيين، وسط ردود فعل هجومية تشدد على خطورة التصعيد وتأثيره على الاستقرار في المنطقة. هذه المواجهات الجوية تعكس عمق التدخل الدولي في النزاع وتبرز الأبعاد السياسية والعسكرية المتشابكة التي تترتب على مثل هذه العمليات.