«إنقاذ عاجل» شجرة الغريب في تعز بعد انشقاق جزء منها هل تبدو الخطر مستمراً؟

شجرة الغريب واحدة من أقدم الأشجار المعمرة في الجزيرة العربية التي ترمز إلى تاريخ ضارب في القدم، تعرضت مؤخراً لانشقاق كبير في جذعها مما دعا السلطات المحلية في محافظة تعز إلى اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ عليها ورعايتها بشكل متخصص وجدي، إذ تحمل هذه الشجرة إرثاً بيئياً وثقافياً عميقاً يربط سكان المنطقة بأجدادهم عبر قرون طويلة، وهي بالفعل رمز حيّ يتنفس التاريخ والذاكرة عبر فروع تمتد وتزين مشهد المكان بخضرة وأمل لا ينضب

خطوات إنقاذ شجرة الغريب: جهود ميدانية للحفاظ على الرمز العريق

باشرت الفرق المختصة في محافظة تعز خطة متكاملة لمعالجة الانشقاق الذي طرأ على شجرة الغريب، واشتملت الخطة على عدة خطوات أساسية هدفها إعادة الشجرة إلى وضعها الطبيعي والحفاظ عليها من المزيد من التدهور، إذ تضمنت الإجراءات تعديل انحدار التربة المحيطة بالشجرة لمنع تراكم المياه، وإنشاء قنوات خاصة لتصريف مياه الأمطار التي أسهمت في رفع الرطوبة، إلى جانب تعقيم التجاويف الناتجة عن الانشقاق لمعالجة التعفن والفطريات التي تهدد سلامة الجذع

• تعديل انحدار التربة المحيطة بأساس علمي مدروس
• إنشاء قنوات لتصريف مياه الأمطار بعيداً عن قاعدة الجذع
• تعقيم التجاويف والإزالة الحذرة للأنسجة المتعفنة
• تثبيت الجزء المنفصل باستخدام حلقات وسواند معدنية لضمان الثبات
• تسجيل جميع التدخلات لتتبع التغيرات وضمان استدامة المعالجة

أسباب الانشقاق في شجرة الغريب وتأثير التغيرات المناخية عليها

يُعزو خبراء البيئة أسباب انشقاق شجرة الغريب إلى عوامل متنوعة أهمها الرطوبة المزمنة التي تسببت في تعفن داخلي ونخر فطري بالجذع، إلى جانب التغيرات المناخية الواضحة التي شهدتها المنطقة مؤخراً مع ارتفاع معدلات الأمطار، ما أجبر القائمين على الحفاظ على الشجرة على التدخل السريع لمنع انتشار التلف، مع الإشارة إلى أن الانشقاق لم يكن مجرد حادث عادي بل انعكاس لحالة بيئية معقدة تؤثر على أقدم النباتات في المحافظة

أهمية شجرة الغريب في تعز: رمزية عميقة وأثر ثقافي ثابت

لا تقتصر أهمية شجرة الغريب على كونها من أقدم الكائنات الحية في الجزيرة العربية فحسب، بل تتعدى ذلك لتصبح رمزاً بيئياً فريداً يرتبط بالذاكرة الجمعية لسكان تعز الذين شهدوا عدة أجيال تعاقبت تحت ظلها، وقد أصبحت تثير اهتمام الزوار والعابرين بين مركز المحافظة ومدينة التربة، ما يمنحها قيمة ثقافية وسياحية متزايدة عبر الزمن، وهي بذلك تمثل مزيجاً بديعاً من التراث الطبيعي والحضاري

تعكس هذه الشجرة الرائعة تاريخ الطبيعة والمجتمع في تعز، حيث يسهم الحفاظ عليها في ربط الماضي بالحاضر، وتذكير الأجيال بأهمية صون البيئة والاهتمام بالموروثات الطبيعية التي تحمل قصص الأجداد وتاريخ المكان، لتبقى شجرة الغريب علامة خالدة يفتخر بها الجميع ويحرصون على حمايتها بكل الوسائل الممكنة