«تصعيد قوي» تصعيد تجاري وترقّب مسار الفائدة ماذا ينتظر المستثمرون هذا الأسبوع

رسوم جمركية جديدة على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي، بيانات التضخم الأميركية المنتظرة، وتوقعات موسم أرباح الشركات الكبرى كلها تشكل محور اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع في ظل تصعيد تجاري وترقّب لمسار الفائدة يحدّد مستقبل الأسواق المالية.

رسوم جمركية جديدة وتأثيرها في تصعيد تجاري وترقّب لمسار الفائدة

عاد تصعيد تجاري وترقّب لمسار الفائدة إلى الواجهة مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي، والتي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس 2025، ما يزيد من حدة التوترات بين أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. ردّت كل من المكسيك والاتحاد الأوروبي بوصف القرار بأنه غير عادل ومربك، وأكّدت حرصها على استمرار التفاوض مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق قبل انتهاء المهلة المحددة. يأتي هذا الإعلان بعد موجة من الرسوم الجمركية التي فُرضت مؤخراً على واردات من اليابان وكوريا الجنوبية وكندا والبرازيل، إضافة إلى رسوم بنسبة 50% على النحاس، ما يضع المستثمرين في حالة ترقب لمعرفة إذا ما كانت الإدارة الأميركية ستُشدد السياسة التجارية لتشمل دولاً إضافية أو تواجه ردود فعل مقابل من الشركاء المتضررين. رغم أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت تمديد تعليق الردود على الرسوم الأميركية حتى بداية أغسطس، فإن الضغوط تتزايد لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً، مع تحذير بيرند لانغه رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي من أن رفع الرسوم هو تصرف مهين يشكّل ضربة للتفاوض وليس وسيلة للتعامل مع شريك تجاري رئيسي.

كيف تؤثر بيانات التضخم في الولايات المتحدة على تصعيد تجاري وترقّب لمسار الفائدة؟

في سياق تصعيد تجاري وترقّب لمسار الفائدة، يترقب المستثمرون بحذر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي لشهر يونيو، المقررة يوم الثلاثاء، باعتبارها مؤشراً رئيسياً لتوجهات الاحتياطي الفيدرالي تجاه أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن تسجل البيانات ارتفاعاً شهرياً بنسبة 0.3% بعد زيادة قدرها 0.1% في مايو، بينما يُتوقع أن يرتفع المعدل السنوي إلى 2.6% مقارنة بـ 2.4% في الشهر السابق. وتأتي هذه البيانات وسط مخاوف متزايدة من أن تؤثر رسوم ترامب الجمركية على رفع معدلات التضخم، مما يسبب تردداً بين مسؤولين الفيدرالي في اتخاذ سياسة نقدية أقل تشدداً، رغم أن محاضر اجتماع يونيو أظهرت بعض الإشارات الضئيلة من أعضاء الاحتياطي لإمكانية خفض أسعار الفائدة هذا الشهر. يبقى الفيدرالي محافظاً على سعر الفائدة ضمن نطاق 4.25% إلى 4.5%، مع توقعات ضعيفة لخفض في اجتماع يوليو رغم احتمال منخفض لخفض في سبتمبر، مما يجعل المستثمرين في حالة متابعة حذرة وحساسة لأية مؤشرات جديدة في التصعيد التجاري أو سياسات الفائدة خلال الأسابيع المقبلة.

موسم الأرباح والعملات المشفرة وسط تصعيد تجاري وترقّب لمسار الفائدة

يتزامن تصعيد تجاري وترقّب لمسار الفائدة مع بدء موسم الإفصاح عن أرباح الشركات الكبرى للربع الثاني، حيث تترقب الأسواق تقارير «جيه بي مورغان تشيس»، «بنك أوف أميركا»، و«ويلز فارغو»، إضافة إلى شركات بارزة مثل «نتفليكس»، «جونسون آند جونسون»، و«ثري إم». إن المستثمرين يركزون على قدرة هذه الشركات في التعامل مع آثار الرسوم الجمركية، وكيفية إدارة خطط الاستثمار والتوظيف وسط أجواء عدم اليقين التجاري المتصاعد. بالرغم من موسم أرباح قوي في الربع الأول، تشير التوقعات إلى تباطؤ في نمو أرباح مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 5.8% مقارنة بتوقع سابق 10.2%، فيما يُتوقع أن تشهد أرباح مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي انخفاضاً طفيفاً بنحو 0.2% بعد نمو 2.2% في الربع السابق.

على صعيد العملات المشفرة، يبقى تصعيد تجاري وترقّب لمسار الفائدة موضوعاً محورياً مع انعقاد «أسبوع العملات المشفرة» في واشنطن، حيث سجلت «بيتكوين» مستويات قياسية جديدة مدعومة بتدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة، وسط أمل المستثمرين بسن تشريعات ملائمة للقطاع في الولايات المتحدة. يُنتظر أن يناقش مجلس النواب مشاريع قوانين عدة، تشمل قوانين «جينيوس» و«كلاريتي» و«مكافحة المراقبة عبر العملات الرقمية للبنوك المركزية»، التي ستُحدث نظاماً تنظيمياً متكاملاً للعملات المستقرة والأصول الرقمية. ومن المعروف أن ترامب يدعم هذه المبادرات ويصف نفسه بـ«رئيس العملات المشفرة» داعياً لتحديث القوانين بما يخدم تطور القطاع الرقمي.

• فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي بدءًا من أغسطس 2025
• توقعات بارتفاع بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر يونيو وتأثيرها على سياسة الفيدرالي
• انطلاق موسم أرباح الشركات الكبرى وسط تأثيرات الرسوم الجمركية والتوترات التجارية
• انطلاق «أسبوع العملات المشفرة» في واشنطن مع مشاريع قوانين تنظيمية مهمة
• انتظار إعلان ترامب الكبير المتوقع بشأن أسواق النفط والعقوبات المحتملة على روسيا

أما في أسواق النفط، يترقب المستثمرون إعلاناً «كبيراً» من ترامب بعد ارتفاع الأسعار في نهاية الأسبوع الماضي عقب إشاعاته حول تصريح قادم بخصوص روسيا. هذا التصريح قد يحمل مفاجآت تتعلق بعقوبات جديدة محتملة على موسكو، في ظل تصاعد التوترات بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا ورفض بوتين وقف إطلاق النار رغم الخسائر المدنية. تحركات الكونغرس نحو فرض عقوبات إضافية تتطلب موافقة ترامب المباشرة، مما يجعل إعلان الرئيس محور الأنظار في تحديد مسار أسعار النفط والتداعيات السياسية والتجارية المرتبطة بها.