«ردود فعل» تقبيل يد العلماء والدعاة جائز شرعًا من باب التوقير حقًا أم خطأ؟

تقبيل يد العلماء والدعاة جائز شرعًا إذا كان من باب التوقير والاحترام، وليس من باب التقديس أو التزلف؛ هذه هي الرسالة الواضحة التي أكد عليها الشيخ مظهر شاهين في بيانه الشرعي المنتشر مؤخرًا. هذا البيان جاء ردًا على الجدل المتصاعد عقب تداول فيديو يُظهِر تقبيل يد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، مما استدعى توضيح الموقف الشرعي من هذا السلوك.

التقبيل كتقليد إسلامي متوارث بين الصحابة والسلف الصالح

أوضح الشيخ مظهر شاهين في بيانه أن تقبيل يد العلماء والدعاة يعدّ تقليدًا متوارثًا ثبت عن الصحابة مع النبي محمد ﷺ، كما أقرّه السلف الصالح والعلماء عبر مختلف العصور دون أي نكير أو اعتراض؛ إذ إن احترام العلماء هو احترام للعلم والدين معًا، ما دام العمل صادرًا من محبة صادقة خالية من الغلو أو المبالغة. وشدّد الشيخ على أن الدكتور أسامة الأزهري يُعدّ عالمًا جليلاً قبل أن يتقلّد أي منصب رسمي، ويجب أن يُعامل بالتقدير بموجب ذلك.

أدلة العلماء على جواز تقبيل يد العلماء والدعاة

استهل الشيخ شاهين بيانه الشرعي باستشهادات فقهية تؤكد جواز هذا التصرف، حيث اقتبس قول الإمام النووي الذي بيان فيه أن “تقبيل اليد لزهده وصلاحه وعلمه لا يُكره بل هو مستحب”، كما أورد قول ابن مفلح الحنبلي الذي أكد فيه “لا بأس بتقبيل يد العالم والصالح”؛ مما يدل على قبول الشرع لهذا الفعل المشروط بالخلو من الرياء أو السعي وراء مصلحة شخصية. في هذا السياق، فإن نية التوقير واحترام العلم تعطي هذا التصرف شرعية واضحة، وتفصله عن أي ممارسات أخرى قد تحمل مدلولات سلبية.

ضرورة عدم المبالغة في تفسير تصرفات تقبيل يد العلماء والدعاة

وجه الشيخ مظهر شاهين نقدًا قاسيًا لمن يرفضون تقبيل يد العلماء بالدليل القاطع، واعتبر أن الإنكار المطلق لهذا الفعل ينطوي على تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، خاصة وأنه لا يستند إلى دليل شرعي صحيح. وأضاف أن الجماهيرية العلمية تقر بجواز تقبيل يد العالم الشرط أن يكون بدافع الإكرام والتوقير لا الخنوع أو الذل، منتقدًا تفسير بعض الأفراد لهذا العمل كمظهر من مظاهر تعظيم مرفوضة تتنافى مع قيم الدولة.

وكان البيان الشرعي للشيخ شاهين رد فعل مباشر على فيديو انتشر سريعًا عبر منصات التواصل، يظهر مواطنًا يقبّل يد الدكتور أسامة الأزهري في مناسبة عامة، حيث اختلفت ردود الأفعال بين مؤيد يرونه تعبيرًا عن الاحترام، ومعارض يعتبره خروجًا عن قواعد التقدير المعاصرة. وبذلك أغلق الشيخ شاهين باب الجدل بإعادة التأكيد على أن تقبيل يد العالم جائز ومستحب في الإسلام شريطة أن يكون بعيدًا عن الغلو وخاليًا من أغراض دنيوية. ووجه نداءً عامًّا إلى ضرورة التحلّي بالحيادية والإنصاف عند تفسير تصرفات العلماء والدعاة، مع تجنب ربطها بتأويلات تحمل مساسًا بمكانتهم الدينية والاجتماعية.

  • تقبيل اليد بدافع التوقير دون غلو أو مبالغة
  • ثبوت الفعل عن الصحابة والسلف الصالح
  • استناد الرأي إلى أقوال العلماء في مذاهب فقهية مختلفة
  • رفض التقديس أو التزلف وراء التصرف
  • ضرورة الإنصاف وعدم تحميل الأمور أكثر مما تحتمل