«صعود غير متوقع» الدولار الكندي يتعافى بعد أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع

الدولار الكندي يشهد ارتفاعًا وسط تقلبات الدولار الأمريكي وتأثير الأوضاع الاقتصادية والتجارية

شهد الدولار الكندي ارتفاعًا يوم الأربعاء، متعافياً من أدنى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع، بعد موجة تقلبات بسبب أنباء عن احتمال إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما أثار بيعًا مفاجئًا للدولار الأمريكي. وجاء ارتفاع الدولار الكندي بنسبة 0.2% ليتداول عند سعر 1.37 مقابل الدولار الأمريكي، أو ما يعادل 72.99 سنتًا أمريكيًا، بعد أن سجل خلال الجلسة أدنى مستوى له منذ 27 يونيو.

تأثير التطورات الأمريكية على حركة الدولار الكندي

يرى كايل تشابمان، محلل أسواق الصرف في شركة Ballinger & Co، أن السوق يتحرك بشكل كامل تحت تأثير الأخبار الاقتصادية والسياسية الأمريكية، التي أثرت بشكل مباشر على تداولات العملات. إذ تراجع الدولار الأمريكي مقابل سلة عملات رئيسية وسط تقلبات حادة عقب تقارير عن نية ترامب لإقالة جيروم باول، غير أن الدولار الأمريكي عاد لاستعادة جزء من خسائره بعد نفي تلك التقارير رسميًا. وواضح أن هذه التطورات الأمريكية لها دور رئيس في تعزيز حركة الدولار الكندي، الذي استفاد من ضعف الدولار الأمريكي مؤقتًا.

عوامل اقتصادية تدعم أداء الدولار الكندي والدولار الأمريكي

في المقابل، لا تزال تصريحات ومسلكيات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تضيف بعدًا آخر لتقلبات أسعار الصرف؛ حيث يرفض المسؤولون خفض أسعار الفائدة قبل أن تتضح تبعات الرسوم الجمركية المفروضة من قبل ترامب على شركاء التجارة الأمريكيين، ومدى تأثير هذه الرسوم على ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة. كما أظهرت بيانات أسعار المستهلكين الأمريكية الصادرة يوم الثلاثاء ارتفاعًا، مما أسهم في دعم الدولار الأمريكي في الأسواق. أما كندا، فقد برزت بيانات التضخم التي أعلنت الثلاثاء حيث استمر معدل التضخم الأساسي بالقرب من 3% سنويًا، وهو مستوى يفوق هدف بنك كندا البالغ 2%، ما دفع المستثمرين لإبعاد احتمالية خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المرتقب للبنك المركزي في 30 يوليو.

التحديات التجارية وتأثيرها على الدولار الكندي ومستقبل السياسات النقدية

على الصعيد الكندي، أكد رئيس الوزراء مارك كارني أن معالجة أزمة خشب البناء اللين تأتي في مقدمة الأولويات خلال المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، لكنه أشار أن الاتفاق الذي يحقق مصالح واضحة للعمال الكنديين لم يتحقق بعد. في ظل هذه الأجواء المتوترة، تجدر الإشارة إلى أهمية هذه القضايا التجارية في تحديد توجهات السياسات النقدية الكندية، حيث يلعب نجاح أو فشل هذه المفاوضات دورًا جوهريًا في تحديد مسار الدولار الكندي.

• التحولات السياسية في الولايات المتحدة وتأثيرها على الدولار الأمريكي
• بيانات التضخم وأسعار الفائدة في كندا والولايات المتحدة
• مفاوضات أزمة خشب البناء اللين وأثرها على الاقتصاد الكندي

يعكس ارتفاع الدولار الكندي في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية الأمريكية، التفاعل الحذر للمستثمرين بين التحديات المحلية والضغوط الخارجية؛ فتأثير التوترات التجارية وأسعار الفائدة يشكلان نقطة ارتكاز لفهم تحركات السوق القادمة، خصوصًا مع استمرار الأزمات المتعلقة بالتجارة والأوضاع الاقتصادية بين البلدين.