محمود محيى الدين يحذر من المبالغة في تقييم مكتسبات بريكس 2025

البحث عن رأي محمود محيي الدين في مكتسبات تجمع البريكس يظهر أهمية عدم المبالغة في تقييم دور هذا التجمع الاقتصادي، بالرغم من القوة السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها دوله الأعضاء، وذلك في ضوء التطورات المالية العالمية الراهنة.

تحليل رأي محمود محيي الدين حول مكتسبات تجمع البريكس الاقتصادية والسياسية

أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، أن التركيز المبالغ فيه على إنجازات تجمع البريكس لا يعكس بالضرورة واقع الأداء؛ إذ رغم القوة السياسية والاقتصادية التي تتميز بها دول التجمع، فإن دوره لا يمكن أن يحل محل النظام المالي العالمي الحالي، هذا ما صرح به خلال لقاء مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” على قناة “إم بي سي مصر”؛ حيث وصف البريكس بأنه يمتلك فرصًا لتعزيز التعاون الاقتصادي، لكنه غير قادر على الإحلال الفعلي للنظام المالي السائد. ويرفض محيي الدين بشدة فكرة إصدار عملة عالمية بديلة مثل “بريكساوي” لتحل محل الدولار أو اليورو، معتبراً هاتين العملتين هما الركيزتان الأساسيتان للاحتياطات المالية الدولية؛ مما يعني أن هذه العملات ستستمر في لعب دور مركزي مهما تطورت آليات المقاصة بين الدول. أما فيما يخص استخدام العملات المحلية في عمليات المقاصة التجارية ضمن دول البريكس، فقد أشار إلى أن هذا التطبيق قد يساعد في دعم استقلالية الأعضاء الاقتصادية دون المساس بالنظام العالمي المالي الحالي.

تأثير سياسات أمريكا وجهود تقييد صعود الصين في رؤية محمود محيي الدين

سلط محمود محيي الدين الضوء على الجهود الدولية التي تسعى لتقييد صعود الصين الاقتصادي ومنعها من الوصول إلى المرتبة الأولى عالميًا؛ مؤكداً وجود محاولات متواصلة لضبط النفوذ الصيني المتصاعد، وهو ما يعكس صراعات القوى الكبرى في الساحة الاقتصادية. كما انتقد سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، موضحًا أنها فرضت تحديات أمام التجارة والتكنولوجيا العالمية، وطالت الإجراءات الجامعات الأمريكية، مما أثر سلبًا على مسيرة الابتكار العلمي. رغم أن حجم الاقتصاد الأمريكي يشكل نحو 25% من الاقتصاد العالمي، إلا أن محيي الدين أكد أن الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي ليست مضمونة للبقاء، ودعا الدول إلى الحذر من الانزلاق وراء مصالح أمريكية قصيرة الأفق، مما قد يضر بالتعاون الدولي والتنمية المستدامة.

آفاق الاقتصاد المصري في ضوء تقييم محمود محيي الدين لمكتسبات تجمع البريكس

تطرق محيي الدين إلى واقع الاقتصاد المصري، مؤكداً أنه تجاوز مرحلة الأزمات الحرجة، وينبغي للحكومة المصرية استغلال هذه المرحلة بتحضير خطة تنموية متكاملة قبل انتهاء برنامج الدعم المقدم من صندوق النقد الدولي. أكد أن تقارير الصندوق الدولي تشير إلى تقدم مصر في مؤشرات النمو وانخفاض معدلات التضخم؛ مما يعكس تطورًا اقتصاديًا إيجابيًا يجب استثماره. وقد شدد على ضرورة توسيع نطاق التحالفات الدولية لتعزيز فرص العمل، مستثمراً في الكفاءات البشرية الكبيرة التي تملك مصر إمكانات ضخمة تحتاج إلى دعم استثماري وتصديري. ويمكن إجمال الخطوات التي يجب أن تركز عليها الحكومة كما يلي:

  • وضع خطة تنموية شاملة تستهدف تحفيز النمو الاقتصادي قبل انتهاء برنامج صندوق النقد.
  • تعزيز الشراكات الدولية لفتح مجالات أوسع للعمل والتصدير.
  • التركيز على تطوير الكفاءات البشرية ودعمها للاستفادة المثلى من طاقتها.
  • تحسين مناخ الاستثمار لجذب رؤوس الأموال وتعزيز الإنتاج المحلي.
المؤشر الاقتصادي الوضع الحالي في مصر
معدل النمو الاقتصادي مرتفع مع مؤشرات إيجابية
معدلات التضخم مخفضة ومستقرة
برامج صندوق النقد في مرحلة النهاية، تستوجب خطة شاملة

يبدي محمود محيي الدين اهتمامًا خاصًا بضرورة إعادة النظر في تقييم مكتسبات تجمع البريكس بعين متوازنة وواقعية، مؤكداً أن قوة الاقتصاد العالمي لا يمكن استبدالها بتجمعات اقتصادية جديدة مهما تطورت، وأن الحلول المالية المستقبلية يجب أن تحترم مبادئ الشراكة والعدالة بدلاً من الهيمنة النقدية، بينما يظل التركيز الحقيقي لدى المواطن على قوة عملته المحلية التي تعكس استقراره الاقتصادي المباشر.