تكريم خاص لزياد الرحباني في “ستوديو إكسترا” مع استعراض لمسيرته الفنية

زياد الرحباني في عيون “ستوديو إكسترا”: تكريم خاص ومسيرة فنية استثنائية

في حلقة استثنائية من برنامج “ستوديو إكسترا” على قناة إكسترا نيوز، شهدت الحلقة تكريمًا خاصًا للموسيقار الراحل زياد الرحباني، الذي وافته المنية عن عمر 69 عامًا، تقديرًا لإرثه الفني الغني والحضور البارز الذي تركه في عالم الموسيقى والمسرح العربي، حيث تم تسليط الضوء على مسيرته الفنية المتميزة وإسهاماته الثقافية الخالدة.

تكريم زياد الرحباني في “ستوديو إكسترا” وإضاءات على مسيرته الفنية

تضمن برنامج “ستوديو إكسترا” فقرة خاصة عن زياد الرحباني، ركزت على محطات حياته الفنية وإسهاماته الكبيرة في إثراء الموسيقى العربية الحديثة والمسرح السياسي الساخر، الذي جعله أحد أبرز رموز الإبداع في لبنان والعالم العربي؛ إذ اتسمت أعماله بالتجديد والتصويب على القضايا الاجتماعية والسياسية عبر خطاب فني ثري ومميز. واستعرضت الفقرة أشهر مسرحياته التي نقلت الواقع اللبناني والعربي بجرأة، وأعماله الموسيقية التي مزجت الطرب الشرقي مع الجاز والفيوجن، مما رفع من مكانته كفنان وقائد فني مغاير للقوالب التقليدية.

جانب ثقافي وفكري من خلال حوار مع حلمي النمنم وسعيد الشيمي في “ستوديو إكسترا”

إلى جانب التكريم، احتوى البرنامج على حوار ثقافي مع الكاتب والمفكر المصري حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، حيث ناقش تحديات الثقافة في مواجهة قضايا اجتماعية معقدة، كما أدار الحوار الإعلامية نانسي نور. كما قدم البرنامج لقاء مع مدير التصوير السينمائي سعيد الشيمي الذي استرجع ذكريات زمن السينما الذهبية، متحدثًا عن تجاربه والكواليس مع أبرز الأفلام، مجسدًا بذلك حقبة فنية غنية بالإبداع والحنين. هذا التوازن بين الفقرات الثقافية والسينمائية أضاف عمقًا للحلقة وارتبط بشكل غير مباشر بالإرث المتعدد الأبعاد لزياد الرحباني.

مسيرة متعددة المحطات بين المسرح والموسيقى لزياد الرحباني في عيون “ستوديو إكسترا”

عرضت الحلقة أيضًا أبرز أعمال زياد الرحباني التي جعلته شخصية فنية لا تُنسى، من بينها المسرحيات السياسية الساخرة مثل “نزل السرور”، “بالنسبة لبكرا شو؟”، “فيلم أميركي طويل”، “بخصوص الكرامة”، و”الشعب العنيد” بالإضافة إلى “شي فاشل” التي عكست نقده المتواصل للواقع بأسلوب فكاهي ذكي. أما الموسيقى، فقد ألّف ووزّع عشرات الأغاني للفنانة فيروز منها: “كيفك إنت؟”، “بلا ولا شي”، و”سلملي عليه”، كما قدم ألبومات موسيقية تمتاز بالمضمون السياسي والاجتماعي، مستخدمًا في أعماله الفكاهة السوداء والنقد الذكي لطرح قضايا اجتماعية حساسة.
كان زياد الرحباني صوتًا متميزًا انطلق من عائلة فنية عريقة، لكنه رسم مسيرته الخاصة في الفن، مُلهَمًا الأجيال بإبداعه ومواقفه السياسية الواضحة التي عارض فيها الحروب والطائفية والاستغلال الطبقي.

• ولد في 1 يناير 1956 وهو ابن فيروز وعاصي الرحباني.
• أسس مدرسة فنية خاصة تجمع بين الموسيقى الشرقية والجاز والفيجن.
• شهدت أعماله المسرحية على نقد سياسي واجتماعي لاذع.
• توفي عن عمر 69 عامًا بعد مسيرة فنية طويلة مليئة بالابتكار والتمرد.

رغم التحديات الصحية التي واجهها في سنواته الأخيرة، بقي زياد الرحباني متابعًا لمستجدات الأوضاع في لبنان والعالم العربي، وبدأ مشروعًا موسيقيًا جديدًا لم يُستكمل. رحيله ترك فراغًا فنيًا وثقافيًا، لكنه حفَر إرثًا متجددًا في وجدان الجمهور والمهتمين، باعتباره صانعًا للأسئلة ومكسرًا للتابوهات، فنانًا ذا صوت فريد وكلمات جرئية شكّلت خطابًا ثقافيًا واعيًا يتجاوز الفن التقليدي.

زياد الرحباني في عيون “ستوديو إكسترا” لم يكن فقط تكريمًا، بل تأكيدًا على قيمة إرثه وتأثيره العميق في المشهد الفني العربي، الذي سيظل يذكره كمبدع متمرد وشخصية لا تنسى، حملت هموم الإنسان العربي عبر ألحانها وكلماتها.