مشوار طارق الشناوي من الكتابة إلى تشكيل الرأي العام: تعرف على محطاته وتأثيره

طارق الشناوي نقاد فني بارز في مصر والعالم العربي بفضل مسيرته الطويلة التي امتازت بالجرأة والشفافية، حيث شق طريقه من مجرد كتابة آرائه في الأفلام والموسيقى إلى تشكيل الرأي العام، مدافعًا عن حرية التعبير وحرصًا على التمسك بالإبداع بعيدًا عن القيد والمصادرة.

مسيرة طارق الشناوي من الكتابة إلى صناعة الرأي العام

ولد طارق الشناوي في القاهرة، ودرس الإعلام بجامعة القاهرة، ثم واصل تعليمه في مجال النقد الفني، حيث حصل على دراسات متقدمة، اصطدم في بداياته بالصحافة القومية، قبل أن يسطع نجمه في صحف ومجلات مهمة مثل “روز اليوسف” و”التحرير” و”المصري اليوم”؛ لتتبلور مكانته كواحد من أبرز الكُتّاب المؤثرين في الساحة الفنية. يقوم أسلوبه في النقد على تحليل معمق لأعمال فنية متنوعة من أفلام ومسلسلات وأعمال غنائية، ولا يتردد في التعبير عن آرائه الحقيقية، حتى لو عبرت عن انتقادات قد تدخل في صدام مباشر مع نجوم كبار أو نقابات فنية.

أهم أعمال طارق الشناوي بين الكتب والوثائقيات ودوره في صناعة الرأي العام

لم يقف المشوار عند حدود الكتابة الصحفية، بل امتد ليشمل تأليف عدد من الكتب التي تناولت شخصيات فنية بارزة وقضايا السينما والدراما المصرية، مثل:

• “فريد الأطرش.. شاعر الحزن النبيل”
• “حليم.. أنا وهو والزمن”
• “سعاد حسني.. أيام معها”
• “يحيى الفخراني.. فارس الدراما المصرية”

كما كان له دور مهم في إعداد وإنتاج برامج فنية وأفلام وثائقية عُرضت على شاشات مصرية وعربية، إضافة إلى مشاركاته كعضو لجنة تحكيم ومستشار إعلامي في مهرجانات سينمائية محلية ودولية بارزة مثل مهرجانات القاهرة، الجونة، وقرطاج. وقد ساهمت هذه الأنشطة في توسيع دائرة تأثيره ودوره في صناعة الرأي العام.

الأزمة الأخيرة لطارق الشناوي مع نقابة المهن الموسيقية وأثرها على صناعة الرأي العام

أحدثت تصريحات طارق الشناوي النقدية حول أداء نقابة المهن الموسيقية جدلًا واسعًا، خاصة بعد أن وصف أداء النقابة في برنامج تلفزيوني بأنه يعاني من سوء إدارة بعض الملفات، مما دفع النقابة لإصدار بيان هدد فيه باتخاذ إجراءات قانونية ضده. ردّت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ببيان شديد اللهجة، عبّرت فيه عن استيائها من رد فعل النقابة، مؤكدة أن النقد الذي أصدره الشناوي يدخل تحت مظلة الحق المشروع المكفول دستوريًا وقانونيًا، وأن ملاحقته قضائيًا بسبب آرائه تعد تجاوزًا غير مقبول. وحذرت اللجنة من محاولات مطاردة حرية التعبير، معتبرة النقد الموضوعي أداة ضرورية لتطوير العمل النقابي والفني، وليست تهديدًا به. دعت اللجنة إلى سحب البلاغات واحترام حق النقاد والصحفيين في التعبير بحرية دون خوف.

طرارق الشناوي لم يكن فقط ناقدًا جريئًا في الكتابة، بل شكل شخصية ذات صوت مؤثر في صناعة الرأي العام، إذ لطالما آمن أن حرية التعبير هي جوهر العملية الإبداعية، ولذلك خاض معاركه دون تردد، حتى أصبح موقفه قضية رأي عام دعمها كثير من الصحفيين والمثقفين والفنانين. يجسد طارق الشناوي الضمير الفني الذي لا يعرف الصمت، حيث يرى في النقد مسؤولية ذات أبعاد اجتماعية تجاه الفن والجمهور، مستخدمًا قلمه للدفاع عن بيئة ثقافية تنعم بالحرية، بعيدة عن التهديد والملاحقة، وهو ما يجعله نموذجًا فريدًا في مجال النقد الفني العربي.

كل هذه المحطات والتحديات التي مر بها طارق الشناوي تؤكد مكانته كأحد أهم الأصوات التي صنعت الرأي العام عبر نقدها الموضوعي والشجاع، ويظل جزءًا لا يتجزأ من مسيرة تطوير المشهد الفني والثقافي في مصر والعالم العربي.