شوف الحكاية: مهندس يمنع الإسرائيليين من دخول المالديف بموقف شجاع

جزر المالديف، هذا الأرخبيل الساحر في المحيط الهندي، يتصدر المشهد السياسي هذه الأيام بقيادة رئيسه الجديد محمد معز، الذي أظهر مواقف حازمة تجاه قضايا سياسية ودولية عديدة، وأبرزها موقفه من الاحتلال الإسرائيلي ودعمه للقضية الفلسطينية. معز، المهندس الموهوب، والمخطط الحكومي السابق، استطاع قيادة بلاده نحو سياسات تتسم بالشجاعة والوضوح، مؤكدًا أن الحفاظ على الهوية الوطنية والدينية هو جوهر النهج السياسي لبلاده.

محمد معز: المهندس الذي أصبح رئيسًا

وُلد محمد معز عام 1978 في ماليه، عاصمة جزر المالديف، ونشأ في أسرة علمية ودينية أبزرت له أهمية التعليم والعمل. درس في مدرسة المجيدية، وحصل على شهادات أكاديمية مرموقة، منها البكالوريوس والماجستير في الهندسة الإنشائية من جامعة لندن، والدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة ليدز. كما نال شهادة إدارة المشاريع الاحترافية، مما ساعده لاحقًا في إدارة مشاريع ضخمة للبنية التحتية أثناء عمله وزيرًا للإسكان والبيئة عام 2012. عمل معز على مشاريع كبرى مثل جسر سينمالي الذي يربط العاصمة بالمطار والعديد من المنشآت الحيوية الأخرى.

السياسة والدفاع عن سيادة المالديف

لعب محمد معز دورًا سياسيًا محوريًا منذ انضمامه لحزب “تحالف تنمية المالديف”، ثم تحوله إلى “الحزب التقدمي لجزر المالديف”. بفضل رؤيته الإصلاحية ومواقفه الجريئة، انتُخب عمدة لمدينة ماليه في 2021 رغم المنافسة الشرسة من الحزب الحاكم آنذاك. في الانتخابات الرئاسية لعام 2023، نجح معز في تحقيق فوز حاسم، معتمدًا في جزء كبير من حملته على رفض النفوذ الهندي في البلاد، وداعيًا لإخراج القوات الهندية من الأراضي المالديفية. كما عبر عن توجّهه نحو بناء علاقات استراتيجية مع الصين وتركيا.

موقف جزر المالديف من الاحتلال الإسرائيلي

اتخذت الحكومة المالديفية بقيادة معز قرارات حاسمة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من حظر دخول الإسرائيليين إلى البلاد بعد تعديل قانون الهجرة، مرورًا بإدانة جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين. هذا القرار جرّد السياحة الإسرائيلية من أي نفوذ في البلاد وأعاد مكانة المالديف كداعم صادق للقضية الفلسطينية. إضافةً إلى ذلك، تم إطلاق حملات تضامنية عبر وكالة الأونروا، ومسيرة وطنية لدعم الفلسطينيين، مع تعيين مبعوث خاص لتقييم احتياجاتهم، ما يعكس التزامًا ثابتًا لا يقبل المساومة.

جزر المالديف، المعروفة بجمال شواطئها وجزرها المرجانية، ليست فقط وجهة سياحية عالمية بل أصبحت صوتًا قويًا يدافع عن العدالة وحقوق المستضعفين بقيادة رئيسها الملهم محمد معز، الذي أعاد تعريف دور السياسة في هذه الدولة الصغيرة ذات التأثير الكبير.