الشيخ عثمان أبو الليرات: شيخ مصوّري القطيف ورائد توثيق تاريخها البصري والعمراني
يرقد شيخ مصوّري القطيف، عثمان أبو الليرات، في غيبوبة منذ مساء الأمس بقسم العناية المركزة في مستشفى الملك فهد بالهفوف، إثر انتكاسة صحية طارئة أصابته بعد إجراء عملية دقيقة في الأوردة قبل أسبوع واحد، وفق ما أفاد به ابنه المصور عليّ أبو الليرات، حيث نُقل والده من القطيف إلى الأحساء لتلقي العلاج بعد إصابته بجلطات متعددة، غير أن وضعه الصحي تفاقم فجأة ودخل في غيبوبة.
عثمان أبو الليرات: شيخ مصوّري القطيف وأرشيف تاريخي بصري فريد
يمثّل عثمان أبو الليرات رمزاً بارزاً في القطيف، ليس فقط كأقدم مصوّر فوتوغرافي في المحافظة، بل بسبب الأرشيف البصري الضخم الذي قاده منذ ستينيات القرن الماضي، موثقاً عدداً هائلاً من التحولات العمرانية والسكانية والبيئية التي مرت بها المحافظة، حيث تجاوزت مجموع صوره آلاف اللقطات التي تحولت إلى وثائق نادرة، نُشرت عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن تكفّل ابنه عليّ بالنشر الرقمي لهذه الكنوز البصرية ليبقى تاريخ القطيف حيّاً في الذاكرة العامة.
بدايات عثمان أبو الليرات في قلعة القطيف: من بائع كيروسين إلى مصور ذاتي التعلم
بدأ الحاج عثمان حياته في مسقط رأسه قلعة القطيف، حيث كان يساعد والده في بيع الكيروسين “الگاز” داخل الأحياء، ومن خلال تجواله اليومي لإيصال براميل الكيروسين، تعرّف على كل تفاصيل الأحياء والشوارع والزقاق الصغيرة مثل “الزرنوق” و”الساباط” و”العايُر”، وحفظ أبواب البيوت والمداخل “الدرايش” وصولاً إلى “العناصيص” التي يواجهها السكان في دروبهم، فما كان من عثمان إلا أن جمع بحرص من بيع الكيروسين مبلغ 20 ريالاً، كامناً به أول كاميرا تصوير اقتناها، ليبدأ رحلة تحويل نفسه من بائع “الگاز” إلى مصور فوتوغرافي علّم نفسه بنفسه، خاصة بعدما وصلت الكهرباء إلى المنطقة عام 1961م، مما قلّل الطلب على بضاعته الأصلية.
وخلال شبابه، حاول عثمان تقليد المصورين الأمريكيين الذين كانوا يتجولون في القطيف لتوثيق معالمها، ومن خلال هذه المحاولات كوّن ثروة بصرية هائلة بلغت عشرات آلاف الصور التي توثق التحولات المختلفة، وكان شاهداً مباشراً على إزالة قلعة القطيف عام 1402هـ، إذ وثق ذلك الحدث التاريخي النادر.
المصور والنجار عثمان أبو الليرات: إعادة كتابة تاريخ قلعة القطيف عبر مجسم فني
تابع أيضاً إقبال واسع على جناح الإمارات في «إكسبو 2025 أوساكا».. تعرف على أبرز الفعاليات والاستقبال الضخم
إلى جانب هوايته في التصوير، برع عثمان أبو الليرات في النجارة طوال حياته، خاصة بعد انتقاله من قلعة القطيف إلى حي باب الساب، وحين اقترب من عمر السبعين، قرر تجسيد تاريخ قلعة القطيف بطريقة فنيّة وعملية، عبر صناعة مجسم مصغر يعكس أبرز معالم قلعة القطيف، مثل الأسوار، الأبراج، المسجد، المباني الحكومية، بيوت السكان، الدرويشية، براحة الخيل، مبنى اللاسلكي، مدرسة الحسين بن علي، الدرويش، برج العلم، وصولاً إلى الفرضة التي تربط القلعة بالبحر، مستلهماً من ذاكرته التي تشكلت منذ أيام البيع والتجوال في أحياء القلعة، والتي أخذته عبر رحلة ذاكرة طويلة امتدت أربع سنوات قضى خلالها في صنع المجسم، مشدوداً إلى حنينه العميق لأرضه ومسقط رأسه.
- توثيق تحولات القطيف عبر عدسات كاميرته منذ الستينيات
- تسجيل تفاصيل دقيقة للبيوت والأزقة التي اختفت
- ربط ذاكرتي المكان واللعب في الحي بعمل يدوي فني يعيد الحياة لتاريخ القلعة
التاريخ | الأحداث الرئيسية |
---|---|
1961م | وصول الكهرباء إلى القطيف وتغير اقتصاد بيع الكيروسين |
1402هـ | إزالة قلعة القطيف وتوثيق الحدث بصور نادرة |
4 سنوات | تحضير وصناعة مجسم قلعة القطيف التاريخية |
يمثل التراث الفوتوغرافي الذي تركه عثمان أبو الليرات إرثاً بصرياً فريداً يعكس تاريخ القطيف على مدى عقود طويلة، ويحتل مكانة خاصة في ذاكرة أهل المحافظة ومحبي التاريخ العمراني، فقد وثّق بكاميرته الراحل القديم والحاضر المتغير، والمشاهد التي كانت جزءاً من حياة السكان في أزمنة مختلفة، لتتجسد عبر صوره قصة القطيف بكل تفاصيلها العمرانية والثقافية.
يمثل عثمان أبو الليرات نموذجاً نادراً للمثابرة والالتزام في توثيق الماضي، فأعماله ليست مجرد صور تقليدية، بل تقرير بصري يُعيد رسم تاريخ القطيف ويُحرك الذكريات. ويظل ألبومه الضخم دليلاً حيّاً على مراحل تطور المحافظة، من بساتين إلى أحياء سكنية، من طرقات ضيقة إلى تخطيط حضري متطور، عوالم بصرية لا يمكن لجيل التصوير الرقمي الحديث أن يتخيلها بعمقها وبساطتها في آنٍ واحد.
تخفيف الأحمال الكهربائية في مصر 2025: خطوات جديدة نحو استقرار الطاقة
ارسلها الآن.. أجمل رسائل تهنئة العام الهجري الجديد 1447هـ مكتوبة للاهل والأحباب والأصدقاء
«مواجهة نارية» ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية تهز صحف إسبانيا الآن
«أكبر حملة» مخالفة بالسعودية الداخلية تضبط آلاف المخالفين وترحّلهم خلال أسبوع
«انخفاض مفاجئ» الدولار اليوم الجمعة 16 مايو 2025 كم يسجل في الصباح؟
جامعة حلوان تستكمل منظومة التحول الرقمي لتحقيق الإدارة الذكية والتوجه الدولي
فريق الإنقاذ الإماراتي يواصل جهود إخماد حرائق الغابات في ألبانيا وخطوات التحدي مستمرة