أسعار الحديد تهبط عالميًا اليوم رغم قيود الصين الصارمة على الصناعة

أسعار الحديد العالمية تواصل الهبوط رغم القيود الصينية المشددة على الصناعة؛ فقد شهدت أسعار الحديد تراجعًا مستمرًا في الأسواق العالمية على مدى الأسابيع الماضية، وذلك بالرغم من الإجراءات والقيود التي فرضتها الصين، كونها أكبر منتج وعنصر رئيس في استهلاك الحديد عالميًا، بهدف تقليل فائض الإنتاج والمحافظة على استقرار السوق العالمي؛ حيث أظهرت بيانات بورصات داليان الصينية وسنغافورة انخفاضًا في العقود الآجلة لخام الحديد، مع توقعات بانخفاض الطلب من قطاعات العقارات والبنية التحتية الصينية التي تستهلك نصف الطلب العالمي تقريبًا على الحديد.

أسباب استمرار هبوط أسعار الحديد العالمية رغم القيود الصناعية الصينية

تتعدد أسباب تراجع أسعار الحديد العالمية بالرغم من قيود الصين على الصناعة، حيث يظل تباطؤ قطاع العقارات الصيني عاملاً رئيسًا؛ إذ لا تزال أزمة سوق العقارات تؤثر سلبًا على الطلب على الحديد والصلب داخل الصين بسبب ضعف الإنفاق على مشاريع البناء الجديدة، وهذا الانخفاض يعكس تأثيرات مباشرة على حجم استهلاك الحديد عالميًا؛ كما أن الإنتاج الفعلي يفوق التوقعات رغم إعلان الصين عن نية خفض الإنتاج خلال العام الحالي، إذ تواصل بعض المصانع الصينية ضخ كميات كبيرة لتلبية عقود التصدير، مما يؤدي إلى وفرة في المعروض من الحديد لا تتناسب مع الطلب؛ إضافة إلى ذلك، يرى محللون أن القيود التي فرضتها السلطات الصينية، مثل إغلاق الأفران العالية مؤقتًا وفرض قيود بيئية على المصانع، لم تكن كافية لضبط السوق وتحقيق توازن بين العرض والطلب على المستوى العالمي، مما ساهم في استمرار انخفاض أسعار الحديد.

تأثيرات هبوط أسعار الحديد العالمية على الأسواق المحلية

انخفاض أسعار الحديد العالمية يمكن أن يترك نتائج واضحة في الأسواق المحلية، خاصة للدول التي تعتمد على الاستيراد؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى خفض الأسعار محليًا نتيجة تقلص الأسعار العالمية، ما يزيد من قدرة المنتجات المستوردة على المنافسة مع المنتجات المحلية ذات التكلفة الأعلى؛ ذلك بالإضافة إلى تأثر أرباح مصانع الحديد المتواجدة في مختلف الدول، التي تواجه ضغوطًا كبيرة في حال استمرار الانخفاض لفترة مطولة، مما يفرض عليها إعادة النظر في سياساتها الإنتاجية والتسويقية؛ ويمكن بيان أهم انعكاسات هبوط أسعار الحديد في قائمة HTML كما يلي:

• انخفاض أسعار الحديد في الأسواق المحلية، خاصة في الدول المستوردة.
• زيادة تنافسية الحديد المنتج محليًا أمام المستورد في الأسواق المتأثرة.
• ضغط مستمر على أرباح مصانع الحديد العالمية خاصة مع استمرار تراجع الأسعار.

مستوى سعر الحديد العالمي الحالي وتوقعات السوق

يشير مؤشر بورصة سنغافورة إلى تراجع سعر خام الحديد (بتركيز 62%) ليصل إلى نطاق يتراوح بين 102 و105 دولارات للطن، مسجلاً انخفاضًا يقارب 20% مقارنةً بأعلى مستوياته المسجلة في عام 2025، وهو الهبوط الذي يعكس حالة ضعف واضحة في أسواق الحديد، نتيجة التوازن الهش بين المعروض والطلب؛ الجدول التالي يوضح بيانات أسعار خام الحديد الحالية:

ويظل الطلب المرتبط بقطاع العقارات والبنية التحتية في الصين عاملاً مؤثرًا بشكل أساسي على أسعار الحديد العالمية؛ خاصة مع استمرار الشكوك حول تعافي القطاع العقاري قريبًا؛ كذلك فإن وفرة المعروض الناتجة عن زيادة الإنتاج في بعض المصانع الصينية رغم القيود السارية تزيد من الضغط الهبوطي على الأسعار؛ لذلك، فإن مراقبة التطورات المرتبطة بسياسات الإنتاج في الصين ومعدلات الطلب المحلي من العقارات والبنية التحتية سيكون له تأثير مباشر على مستقبل أسعار الحديد في الأسواق العالمية.