تراجع محتمل.. أرباح “إنفيديا” دون التوقعات تثير خوف المستثمرين من هزة في الأسواق

تقرير أرباح إنفيديا وتأثيره المتوقع على سوق الأسهم يشغل بال المستثمرين، خاصة مع الأهمية الكبيرة للشركة في قطاع الذكاء الاصطناعي وزيادة نشاط عقود الخيارات المرتبطة بسهمها، مما يعكس توقعات بتأثير كبير على تحركات السوق بعد إعلان النتائج الفصلية.

كيف يؤثر تقرير أرباح إنفيديا على توجهات سوق الأسهم؟

تشكل شركة إنفيديا، الأكبر من حيث القيمة السوقية عالميًا، حوالي 8% من مؤشر “إس آند بي 500″، مما يجعل إعلان أرباحها نقطة محورية يحتكم إليها المستثمرون لتقييم توجهات السوق الأوسع نطاقًا؛ ففي الشهر المقبل، لن يحدث حدث أكبر من إعلان نتائج الشركة المتوقع يوم الخميس، باستثناء اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي في 17 سبتمبر بفارق طفيف من حيث التأثير المالي، حسب تقديرات شركة “بايبر ساندلر” للتحليل. وتتصاعد مخاطر السوق مع ارتفاع الرهانات على تقرير أرباح إنفيديا، الذي أصبح يشكل أكبر عامل مخاطر في الأسبوع الجاري، متفوقًا على تقارير الوظائف والتضخم المقررة في الشهر نفسه؛ إذ تمثل إنفيديا مركزًا رئيسيًا في تجارة الذكاء الاصطناعي التي قادت الأسهم نحو قمم غير مسبوقة خلال السنوات الثلاث الماضية

تقرير أرباح إنفيديا كدليل على زخم فورة الذكاء الاصطناعي

يرى آدم فيليبس، المدير الإداري لاستراتيجية المحافظ في شركة “إي بي ويلث أدفيزورز”، أن نتائج إنفيديا تحظى بأهمية كبيرة لأنها تمثل المؤشر الأبرز لقوة قطاع الذكاء الاصطناعي. وشركة فيليبس تحتفظ بحصة بمتوسط 5% في السهم عبر محافظ الشركة بسبب زيادة الوزن السوقي لأسهم إنفيديا، مع العلم أن تقريرًا إيجابيًا يمكن أن يدفع بالسهم والسوق ككل للارتفاع، في حين أن أي تراجع، سواء حقيقي أو مُتصور، قد يوقف مسيرة الصعود ويميل بالسهم نحو الهبوط بوتيرة ملحوظة. ويُظهر نشاط سوق المشتقات تقلبًا ضمنيًا مرتفعًا، إذ يُتوقع أن تتحرك أسعار سهم إنفيديا بما يقارب 5.9% صعودًا أو هبوطًا، وفق بيانات “بلومبرغ”. وعادةً ما يشهد السهم تقلبًا ملموسًا بعد صدور نتائج الأرباح، حيث بلغ متوسط حركة السهم 13.2% في إحدى الاتجاهين خلال 28 جلسة عقب الإعلان، بحسب كريستوفر جاكوبسون، الرئيس المشارك لاستراتيجية المشتقات في “سسكويهانا إنترناشيونال”، مع ميل واضح للمخاطر نحو الاتجاه الهبوطي خلال الأرباع الأخيرة.

تقلبات سهم إنفيديا وتوقعات أرباحه وعلاقتها بالسوق

على الرغم من التأهب لتقلبات قوية في سهم إنفيديا خلال موسم الأرباح، إلا أن تقرير جاكوبسون يشير إلى أن المراهنة على تقلبات السهم أثبتت مؤخرًا أنها رهان خاسر؛ إذ انخفضت توقعات تحركات السهم الحادة، مع تقدير سوق الخيارات لاحتمال 24% لتحرك يتجاوز 10% في أي اتجاه، مقارنة بنحو 35% قبل ثلاثة أشهر. ومنذ أبريل الماضي، أضاف سهم إنفيديا نحو تريليوني دولار إلى قيمته السوقية، متداولاً قرب أعلى مستوياته مدعومًا بالتفاؤل في طفرة الذكاء الاصطناعي، مع التزام كبار عملائه مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون وميتا بزيادة الإنفاق الرأسمالي في الفترة المقبلة. ويتوقع محللو وول ستريت تحقيق أرباح معدلة تبلغ حوالي 1.01 دولار للسهم في الربع المالي الثاني، بارتفاع نسبته 48% سنويًا، وإيرادات تتجاوز 46 مليار دولار، مرتفعة 54% عن الفترة المقارنة. ورغم أن معدلات الفائدة المنخفضة تدعم أسهم النمو كشركة إنفيديا، إلا أن التقييمات المرتفعة تبقى مصدر قلق، مع تداول مؤشر “إس آند بي 500” عند مكرر ربحية يقارب 22 ضعف الأرباح المتوقعة، مقابل 34 ضعفًا لسهم إنفيديا، وهو أقل قليلًا من متوسط الخمس سنوات عند 39 ضعفًا. ويراقب المستثمرون عن كثب ما إذا كانت دورة الإنفاق الرأسمالي المكثفة ستتحول إلى مكاسب حقيقية أم تقود إلى تخفيض قيمة الشركة.

• زيادة نشاط عقود خيارات سهم إنفيديا لشهر سبتمبر إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر
• توقع تحرك سهم إنفيديا بنسبة 5.9% في أي اتجاه بناءً على بيانات سوق المشتقات
• التزام كبار عملاء إنفيديا بضخ مزيد من الإنفاق الرأسمالي خلال الأشهر المقبلة

يُبرز إريك ديتون، رئيس ومدير شركة “ويلث ألاينس”، أن الشركة تعمل بكامل طاقتها رغم تقييم قيمتها بأكثر من 4 تريليونات دولار، وقد يتسبب عامل بسيط في تقرير الأرباح بهبوط غير متوقع للسهم حتى مع نتائج متينة، مما يشكل ضغطًا على السوق بسبب الوزن الكبير لإنفيديا فيه، وسط حالة من عدم اليقين تلقي بظلالها على توقعات الأداء خلال الفترة المقبلة