انطلاقة مرتقبة.. الذهب يقترب من تغير جذري في أدائه السوقي

لا يزال الذهب مدعومًا إلى حد كبير في ظل الضغوط السياسية التي تواجه الاحتياطي الفيدرالي، إذ أثرت تحركات ترامب ضد كوك على الشكوك المتعلقة باستقلالية البنك المركزي. يظل المشهد الفني للذهب متماسكًا مع بروز علامات صعودية رغم التوترات السياسية التي تشهدها الأسواق العالمية، ما يشير إلى أن المستثمرين يواصلون الدفع باتجاه ارتفاع الأسعار.

تأثير الضغوط السياسية على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ودعم الذهب

لم تتوقف المخاوف حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي بعد قرار الرئيس ترامب بإقالة محافظ البنك ليزا كوك بسبب مخالفات مزعومة في الرهن العقاري، وهو ما أثار ضجة كبيرة في الأسواق الآسيوية، حيث أعربت كوك عن رفضها لهذا القرار، مما يفتح الباب أمام نزاعات قانونية لتحديد مصيرها. يأتي ذلك في ظل استقالة أدريانا كوغلر وتعيين ستيفن ميران الذي يميل أكثر إلى مواقف ترامب، مما أدخل توازن مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي في اتجاه أكثر تدخلاً سياسيًا. هذه التطورات تزيد من مخاوف المستثمرين حول استقلالية البنك المركزي، وهو ما يؤثر سلبًا على الدولار الأمريكي بينما يمنح الذهب دعمًا قويًا كملاذ آمن. بيد أن السؤال الأبرز يبقى: هل يمكن لهذا الدعم دفع الذهب لاختراق مقاومة 3,400 دولار وتعزيز الاتجاه الصعودي؟

البيانات الاقتصادية وخطابات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على ارتفاع الذهب

يتابع المستثمرون عن كثب التقويم الاقتصادي لهذا الأسبوع الذي قد يحدد اتجاهات الذهب في المدى القريب، حيث يُتوقع أن تتضمن:

  • تقييم معنويات الأسر اليوم لمعرفة مدى استمرار التراجع
  • المراجعة الاقتصادية يوم الخميس، والتي من غير المرجح أن تغير مسار الأسواق إذا كانت طفيفة
  • خطاب هام يوم الخميس لمراقبة مواقف المرشح الأبرز لخلافة جيروم باول ودعم خفض الفائدة
  • مؤشر التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة، وتأثيره على قرار السياسة النقدية في سبتمبر

تمثل هذه الأحداث مؤشرات حاسمة تؤثر مباشرة على تحركات الدولار الأمريكي، وهو عامل رئيسي لصالح الذهب، إذ يمكن للبيانات الضعيفة أو الخطابات التشاؤمية أن تزيد من الضغط على الدولار، وتدعم المزيد من المكاسب للذهب.

تحليل فني لمستوى دعم ومقاومة الذهب في ظل الضغوط السياسية الحالية

من الناحية الفنية، يظهر الذهب حالة من التماسك ضمن نطاق واسع يمتد لأسابيع، مما قد يشعر المستثمرين المتفائلين بالإحباط لافتقاد الزخم الصاعد رغم ضعف الدولار المتجدد. ومع ذلك، غالبًا ما تسبق هذه التحركات التقلصية اختراقات في الاتجاه السائد، لذا من الأفضل انتظار تأكيد واضح على شكل إغلاق يومي فوق خط الاتجاه الهابط المتواجد منذ أبريل. في حال تحقق ذلك، وخاصة إذا استمر السعر فوق مقاومة 3,400 دولار، فسيفتح الطريق أمام اختبار مستويات أعلى مثل 3,500 دولار التي تم الوصول إليها في أبريل الماضي. مواجهة مقاومة مؤقتة عند 3,385 دولار يجب مراقبتها جيدًا، وفي الجانب الآخر، يمثل مستوى 3,350 دولار الدعم الأول قبل 3,300 دولار، يليها أدنى مستوى لشهر يونيو عند 3,247 دولارًا.

المستوى الدور
3,400 دولار مقاومة رئيسية – اختبار اختراق محتمل
3,385 دولار مقاومة مؤقتة
3,350 دولار دعم أول
3,300 دولار دعم ثانوي
3,247 دولار أدنى مستوى يونيو

تُوفر أدوات وتحليلات InvestingPro فرصًا مميزة للمتداولين، حيث تركز على استراتيجيات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع مراقبة مستمرة لآلاف الأسهم العالمية على مدار عقد من الزمن، بالإضافة إلى بيانات المستثمرين والمليارديرات وصناديق التحوط. هذه المنصة تلبي طموحات المستثمرين الباحثين عن التفوق في الأسواق المعقدة، مع إمكانية الاستفادة من خصم الصيف الحالي الذي يصل إلى 50%.

بفضل الدعم القوي للذهب وسط ضغوط الاحتياطي الفيدرالي السياسية، واستمرار ضعف الدولار، يبقى الزيت الرئيسي للصعود متاحًا، ومراقبة مستويات المقاومة والدعم الفنية والبيانات الاقتصادية ستحدد المدى القادم لمسار المعدن النفيس في السوق العالمي.