غلق مفاجئ.. خبير جيولوجي يفسر أسباب إغلاق إثيوبيا لبوابات سد النهضة بعد يومين من افتتاحها

سد النهضة: أسباب غلق إثيوبيا بوابات المفيض بعد يومين من فتحها وتأثير ذلك على دول المصب

كشف الخبير الجيولوجي الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن قرار إثيوبيا غلق بوابات مفيض سد النهضة بعد يومين فقط من فتحها يرجع بشكل كبير إلى إجراء تجارب فنية على آلية تشغيل هذه البوابات، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعكس وجود تحديات فنية وإدارية واضحة في إدارة وتشغيل السد؛ حيث ما زالت شبكة التشغيل تواجه خللًا بارزًا، خاصةً مع الفترة التجريبية التي تمر بها البوابات والتوربينات الجديدة.

أسباب غلق إثيوبيا بوابات مفيض سد النهضة بعد يومين من فتحها وتأثيرها على دول المصب

شرح الدكتور شراقي أن غلق أو فتح بوابات سد النهضة في هذه المرحلة لا يشكل تهديدًا مباشرًا للسد العالي في مصر؛ وذلك بسبب المسافة الزمنية التي تستغرقها المياه للوصول إلى بحيرة ناصر والتي تصل إلى حوالي أسبوعين، ما يمنح دول المصب فترة زمنية كافية للتكيف. لكنه أشار إلى أن التأثير الأكبر يقع على سد الروصيرص السوداني لكونه يبعد حوالي 100 كيلومتر فقط عن سد النهضة، مما يجعله أكثر حساسية لأي تغييرات مفاجئة في تصريف المياه، وقد يؤدي ذلك إلى اختلال في تشغيله، مما ينعكس سلبًا على الاستقرار المائي في السودان.

استمرار تدفق المياه إلى بحيرة ناصر رغم غلق بوابات مفيض سد النهضة

توقع الخبير أن غلق بوابات مفيض سد النهضة سيكون مؤقتًا، ولن يمتد لفترة طويلة، خصوصًا مع موسم الأمطار الغزيرة الذي يشهده الهضبة الإثيوبية، مما يزيد من منسوب المياه في بحيرة السد التي لم تتجاوز تخزينها حتى الآن 64 مليار متر مكعب. أضاف شراقي أن معدل تدفق المياه اليومي من السد يتراوح بين 400 إلى 500 مليون متر مكعب، وهو معدل كافٍ لضمان وصول المياه إلى بحيرة السد العالي في مصر خلال فترة تقدربأسبوعين، مما يحافظ على استقرار إمدادات المياه في دول المصب.

الأبعاد الفنية والسياسية وراء غلق إثيوبيا بوابات مفيض سد النهضة بعد يومين من فتحها

يمثل غلق إثيوبيا بوابات مفيض سد النهضة بعد فترة وجيزة من فتحها مؤشرًا واضحًا على استمرار وجود عدم استقرار فني في إدارة السد؛ إذ تشير التقارير إلى أن إثيوبيا ما زالت في مرحلة اختبار كفاءة المفيض والتوربينات، وهو ما يطرح أسئلة جدية حول جاهزية السد للعمل بالطاقات الكاملة. سياسيًا، تتابع مصر والسودان هذه التطورات عن كثب؛ نظرًا لأنها تلعب دورًا مباشرًا في أمنهما المائي واستقرار إمدادات المياه خلال المواسم الفياضية، وهو ما يعقد المشهد أكثر ويزيد من أهمية التنسيق والمفاوضات المشتركة.

• كل تعديل في تصريف المياه من سد النهضة يؤثر أولًا على السودان قبل مصر.
• حتى اللحظة، لم يصل سد النهضة إلى سعته التخزينية القصوى، ما يستدعي استمرار التجارب الفنية.
• من الضروري متابعة حركة بوابات المفيض والتوربينات لتقدير التدفقات المائية بدقة عالية.
• تمتلك المفاوضات السياسية أهمية مماثلة للرصد الفني في تحديد مستقبل تشغيل السد.

غلق إثيوبيا بوابات مفيض سد النهضة بعد يومين من فتحها يعكس عدم استقرار فني واستمرار مرحلة التجارب على أنظمة السد، مع حفاظ استمرار تدفق المياه بالمعدلات الحالية إلى بحيرة ناصر خلال الأسابيع القادمة، بينما يبقى تأثير هذا القرار أكثر وضوحًا على السودان، مما يجعل موقف الدول الثلاث يتطلب متابعة دقيقة ومتواصلة لوضع السد وحركة المياه فيه.