صفقة جديدة.. مؤسسة النفط الهندية تستبدل الخام الأميركي بموردين من نيجيريا والشرق الأوسط

النفط الهندي يتجه لشراء خامات من غرب أفريقيا والشرق الأوسط بدلاً من النفط الأمريكي في أحدث مناقصاته، مما يعكس تحولات استراتيجية مهمة في سوق الطاقة العالمية. مؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة تكرير في البلاد، قررت في مناقصتها الأخيرة الاستغناء عن النفط الأمريكي وشراء مليوني برميل من خام غرب أفريقيا، بالإضافة إلى مليون برميل من خام الشرق الأوسط، في خطوة تؤثر على ديناميكيات الطلب العالمي.

تغيرات في استراتيجيات شراء النفط الهندي وتأثيرها على السوق الأمريكي

مؤسسة النفط الهندية، التي تمتلك أكبر قدرة تكرير في الهند، أظهرت تحولا واضحاً في تفضيلاتها عند شراء النفط؛ حيث استبدلت النفط الأمريكي المشتراة سابقاً في مناقصات الأسبوع الماضي، والتي بلغ حجمها 5 ملايين برميل من خام غرب تكساس الوسيط، بشراء نفط من مناطق أخرى. وفقاً لمصادر خاصة بقطاع النفط، فقد اشترت المؤسسة الحكومية مليون برميل من كل من خامي أجبامي وأوسان النيجيريين من شركة توتال إنرجي الفرنسية، إضافة إلى مليون برميل من خام داس الإماراتي، الذي تم شراؤه من شركة شل. هذه الخطوة تدل على رغبة المؤسسة في التنويع والاعتماد على مصادر نفطية أخرى أقل تأثراً بالتقلبات السياسية والجمركية مع الولايات المتحدة.

تفاصيل تسليم خامات النفط الجديدة والخطة الزمنية للوصول

متى وكيف سيصل النفط الجديد إلى الهند؟ المؤسسة الهندية منحت شروط تسليم مختلفة للخامات التي اشترتها؛ ففي حين تم الاتفاق على تسليم النفط النيجيري على ظهر السفينة، تم الاتفاق على تسليم خام داس الإماراتي مباشرة عند الموانئ الهندية خلال أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر من عام 2025، حسب تصريحات “رويترز”. تتبع هذه الترتيبات يوضح مدى اهتمام المؤسسة بضمان تدفق مستمر ومنتظم للنفط إلى مصافي التكرير، مع مراعاة التوقيتات الدقيقة لتلبية حاجة السوق الهندي المتزايدة، خصوصاً في ظل التحديات الجمركية والتجارية مع الولايات المتحدة.

دور مشتريات النفط الأمريكي في العلاقات التجارية الهندية الأمريكية

لقد لعبت مشتريات النفط الأمريكي دوراً بارزاً في الميزان التجاري بين الهند والولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة، حيث استخدمت مصافي التكرير الهندية تلك المشتريات للاستفادة من فرص المراجحة، مما أدى إلى زيادة الواردات النفطية الأمريكية من خلال المناقصات المتتالية؛ إلا أن تغير سياسة مؤسسة النفط الهندية في آخر مناقصاتها يرمز إلى تحول محوري في الاتفاقات التجارية. كان للنفط الأمريكي دور في تقليل الفائض التجاري الكبير للهند مع الولايات المتحدة، التي رفعت بدورها التعريفات الجمركية على الواردات الهندية إلى 50%، متذرعة بشراء نيودلهي النفط الروسي. وبذلك، يمثل تنوع مصادر النفط بالنسبة للنفط الهندي خطوة نحو تخفيف الضغوط الاقتصادية الناتجة عن التصعيد التجاري بين البلدين.

  • مليوني برميل من خام غرب أفريقيا (أجبامي وأوسان من نيجيريا)
  • مليون برميل من خام داس الإماراتي
  • التسليم على ظهر السفينة للنفط النيجيري
  • التسليم في الموانئ الهندية لخامات الشرق الأوسط في أكتوبر ونوفمبر 2025
نوع النفط كمية الشراء (ملايين البراميل) مصدر الشراء
خام غرب أفريقيا (أجبامي وأوسان) 2 توتال إنرجي الفرنسية
خام داس الإماراتي 1 شركة شل
خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 5 (مناقصة سابقة) مصادر مختلفة في أمريكا

تؤكد هذه التطورات أن النفط الهندي يمر بتحولات واضحة من حيث مصادر التوريد والاستراتيجيات المرتبطة بها، خصوصاً في ظل المتغيرات الدولية والتجارية التي تؤثر على قرار الشراء والاستيراد. وقد تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة توازن فيها الهند بين تنويع مصادرها النفطية وتجاوز الأعباء الجمركية والسياسية، وهو ما سيعيد تشكيل خريطة الاحتياجات البترولية الهندية في السنوات القادمة.