أقوى محطة.. هواوي تتحدى تسلا بأسطورة متجددة في عالم الشحن السريع

الشحن الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط يعدّ نقلة نوعية في عالم النقل، حيث أطلقت شركة هواوي الصينية أول محطة شحن في العالم بهذه القدرة الضخمة في مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين، لتتفوق بشكل واضح على شواحن تسلا العملاقة، عبر تمكين شحن المركبات الكهربائية لمسافة 100 كيلومتر خلال خمس دقائق فقط، ما يفتح آفاقًا جديدة لشحن المركبات الصناعية والثقيلة بسرعات فائقة وكفاءة عالية.

تفاصيل محطة الشحن الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط وأحدث تقنياتها

محطة الشحن الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط، التي طورتها هواوي بالتعاون مع شركة Sichuan Yuanqi Xingguang Digital Energy Technology، تغطي مساحة 4.7 هكتار في منطقة التعدين الحيوية بمقاطعة سيتشوان؛ وتعتبر الأكبر والأسرع عالميًا، حيث تخدم نحو 700 مركبة يوميًا خاصة الشاحنات الكهربائية الثقيلة. تضم المحطة 18 شاحنًا فائق القدرة، كل منها يبلغ 1.44 ميغاواط، بالإضافة إلى 108 منافذ أخرى بقدرة 600 كيلوواط، ما يوفر قدرة تشغيل يومية تفوق 300 ألف كيلوواط/ساعة، متجاوزةً بذلك أحدث شواحن تسلا (Supercharger V4) التي لا تتخطى 350 كيلوواط؛ أي أقل من ربع قدرة منافذ هواوي، ما يثبت تفوق المحطة الصينية في سرعة وكفاءة الشحن.

البنية التحتية المتطورة لإنتاج وإدارة الطاقة في محطة الشحن الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط

لا يقتصر التميز في محطة الشحن الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط على السرعة فقط، بل تمتلك بنية متكاملة لإنتاج وإدارة الطاقة تشمل ألواحًا شمسية بقوة 1 ميغاواط، ووحدات تخزين طاقة الرياح بسعة 215 كيلوواط/ساعة مع نظام متقدم لموازنة استهلاك الطاقة بين المصادر المتجددة والشبكة العامة، ما يتيح إنتاج نحو 5000 كيلوواط/ساعة من الطاقة النظيفة يوميًا، ويساهم في تخفيف الضغط على الشبكة الوطنية الصينية. كما دمجت المحطة تقنية المحطة الافتراضية للطاقة (VPP) التي تسمح بشراء الكهرباء بأسعار منخفضة وإعادة ضخها في أوقات الذروة، مما يعزز استقرار الشبكة ويُدر عوائد مالية إضافية للمشغلين؛ وهذا تدبير اقتصادي وبيئي متقدم يعكس مدى الابتكار في هذا المشروع.

الأثر الاقتصادي والبيئي لمحطة الشحن الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط ودورها في تطوير النقل الكهربائي العالمي

على الصعيد الاقتصادي، يتوقع أن تحقق الشاحنات المستفيدة من محطة الشحن الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط توفيرًا يصل إلى 0.20 يورو لكل كيلومتر، أي بنحو 21 ألف دولار سنويًا لكل مركبة، وعند امتلاك أساطيل كبيرة من الشاحنات، تصبح الوفورات بالملايين، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الوقود والقيود البيئية المتزايدة، الأمر الذي يعزز الاعتماد على النقل الكهربائي الثقيل بتكاليف أقل وربحية أعلى. أما بيئيًا، فالمحطة تسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 45 ألف طن سنويًا، وهو رقم مهم في الحد من التلوث وتعزيز التنمية المستدامة.

ويرى الخبراء أن هذه المحطة قد تشكل نموذجًا عالميًا جديدًا للبنية التحتية للشحن الكهربائي، خصوصًا مع تزايد اهتمام دول أوروبا، وأمريكا الشمالية، ومنطقة الشرق الأوسط في تطوير ممرات نقل كهربائية آمنة ومستدامة؛ لكن يبقى التحدي الأكبر في التوافق التنظيمي ودمج الشبكات داخل هذه المناطق، ما يشكل حاجزًا أمام التوسع خارج الصين في الوقت الراهن.

• خدمات الشحن تستهدف المركبات الكهربائية الثقيلة
• توفير الطاقة من مصادر متجددة بأساليب متوازنة
• استخدام تقنية المحطة الافتراضية للطاقة لتعزيز الاستقرار
• تحقيق وفورات اقتصادية كبيرة للأساطيل الكهربائية

بينما تحافظ تسلا على ريادتها في شحن سيارات الركاب، يعيد مشروع هواوي رسم خارطة المشهد في قطاع النقل الثقيل، ويعزز من مكانة الصين كقائد في مستقبل الطاقة النظيفة والنقل المستدام، ما يدعو إلى مراقبة كيفية تأثير هذه الابتكارات على السوق العالمي والتحديات التي قد تواجهها في طرق التوسع العالمي.