المولد النبوي الشريف بين الاحتفاء والجدل: التحقيق في فيديو مسيء ووصف «اليوم المنيل بستين نيلة» وتأثيره على الرأي العام
طالب عدد كبير من الأزاهرة والأئمة وزارة الأوقاف المصرية بالتحقيق العاجل في مقطع فيديو متداول لشاب على المنبر يخطب في المصلين عن المولد النبوي الشريف، حيث أثار وصفه الاحتفال بـ«اليوم المنيل بستين نيلة» موجة غضب شديدة في الأوساط الدينية، معتبرين ذلك إساءة صريحة تزيف حقائق الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
الجدل الدائر حول وصف المولد النبوي بـ «اليوم المنيل بستين نيلة»
في الفيديو المتداول، أثار الخطيب الجدل عندما وصف الاحتفال بالمولد النبوي بأنه «يوم منيل بستين نيلة»، متسائلًا بشكل استفزازي عن وجود أدلة تؤكد احتفاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بهذه المناسبة، مما أحدث صدى سلبيًا ورفضًا واسعًا. من جانبه، عبّر الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، عن استنكاره لهذا الوصف وقال: «يامولانا تولانا؟؟؟، من أين جاء هذا الشبل وفي أي مكان يخطب؟ وهل يعلم معالي وزير الأوقاف أن منبره قد وصف يوم المولد بأنه يوم منيل بستين نيلة؟ أين مدير الإدارة ومفتش المساجد حين يحدث هذا؟» وأشار إلى ضرورة معرفة الجهة أو المديرية التي يسمح لها بمثل هذه الخطب المثيرة للجدل.
ورد عدد من الأئمة على هذا التصرف بسخرية وامتعاض، متسائلين: «من أي مكان خرج هذا الخطيب؟ كيف يسمح له بالصعود إلى المنبر ويسبّ الأيام؟» وأكدوا أن هذا التصرف نتاج «الفكر الوهابي السقيم» الذي يعارض الاحتفال بالمولد، مما يعكس اختلافات فكرية حادة داخل الحقل الديني. وأشار آخرون إلى أن وزارة الأوقاف ملزمة بحجز هذا الشاب وحجزه، وتعليمه وفق عقيدة الأزهر الشريف لضمان عدم انتشار مثل هذه الأفكار.
ردود الأفعال الدينية وضرورة الحفاظ على عقيدة الأزهر في الاحتفال بالمولد
أحد الأئمة وصف تصرف الخطيب بأنه مخالف للأدب الديني، مستشهدًا بالحديث القدسي حيث قال الله تعالى: «يؤذيني بن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار»، في إشارة إلى أن سبّ الأيام أو الأوقات يعد خروجًا على السنة. وفي مقابل ذلك، أكد آخرون أن الصحابة الكرام كانوا يحتفلون بالمولد النبوي الشريف بطرق مشروعة منها ضرب الدفوف والطبول ورفع الأعلام وزعف النخيل حبًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الإنشاد والمدائح في المسجد النبوي. وتابعوا أن احتفالات موالد أهل البيت والصالحين تعتبر مشروعة وفقًا لنصوص فتاوى دار الإفتاء المصرية، مما يثبت شرعية هذه الطقوس رغم المواقف المعارضة من بعض الجهات التي تتبنى الفكر المتطرف والأفكار الإرهابية.
كما أبرز بعض الأئمة أن الاحتفال بالمولد ليس فقط تقليدًا دينيًا، بل هو تعبير عن المحبة والولاء للنبي الكريم والأئمة الأطهار، وأن رفض هذه الاحتفالات لا يعكس إلا وجود أفكار منحرفة تسعى لنفي التقاليد الراسخة في مصر المحروسة.
الدعوات لمحاسبة الخطيب وتأمين احترام المولد النبوي الشريف في المساجد
طالبت العديد من الأطراف، بمن فيهم الكوادر الدينية، وزارة الأوقاف بمحاكمة الخطيب الذي وصف المولد الشريف بـ«اليوم المنيل بستين نيلة»، معتبرين أن هذا السلوك لا يليق بمكانة الدين ولا يعكس تعاليم الأزهر الشريف أو الطابع الروحي للمساجد. وأكدوا ضرورة تشديد الرقابة على خطباء المساجد، ومراجعة الأفكار التي تُطرح في المنابر لضمان عدم نقل أو نشر المقولات التي تسيء للمقدسات أو تخالف التعاليم الإسلامية الصحيحة.
وتتضمن مطالبة الأزاهرة والأئمة:
- التحقيق في هوية الخطيب ومكان خطبته
- حجز الخطيب ومحاسبته قانونيًا وأدبيًا
- توفير برامج تربوية لتعزيز فهم عقيدة الأزهر الشريف بين الخطباء
- تشديد رقابة مفتشي المساجد على المحتوى الذي يُلقى في المنابر
بهذه الخطوات، تسعى وزارة الأوقاف إلى إعادة ضبط المشهد الديني وتعزيز احترام الاحتفالات الرسمية، وترسيخ مكانة المولد النبوي الشريف كحدث مجيد يعكس روح الإسلام الحقيقية وقيم المحبة والتسامح.
الطرف | الموقف والتصريح |
---|---|
الشيخ سعد الفقي | استنكر وصف المولد بـ «اليوم المنيل بستين نيلة» وطالب وزارة الأوقاف بالتدخل |
عدد من الأئمة | اتهموا الخطاب بالعبث واعتبروا التعبير نتاج الفكر الوهابي |
أحد الأئمة | استشهد بالحديث القدسي لمنع سبّ الأيام والأوقات |
دار الإفتاء المصرية | أكّدت شرعية الاحتفالات بالمولد والموالد في ضوء الفتاوى الشرعية |