زاوية اللقاء.. مسجد وضريح السيدة نفيسة في القاهرة يجذب آلاف الزائرين ومحبي آل البيت بحثًا عن الروحانية والتاريخ العريق.

مسجد وضريح السيدة نفيسة بالقاهرة مقصد الزائرين وعشاق آل البيت لما له من مكانة روحية وتاريخية كبيرة، وهو يضم قبر السيدة نفيسة رضي الله عنها التي تحظى بمحبة خاصة في مصر والعالم الإسلامي، باعتبارها من أروى بنات بيت النبوة وأعلام الدين والعلم والزهد، حيث يرتاد الملايين ضريحها طلبًا للبركة والدعاء.

مسجد وضريح السيدة نفيسة بالقاهرة وأهميته الدينية والتاريخية

السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنها؛ نسَبٌ شريف ينتمي مباشرة إلى بيت النبوة الطاهر، جعلتها من أعظم الشخصيات الدينية المرتبطة بمصر وأهلها، فحازت مكانة علمية وروحية رفيعة لزهـدها وورعها وكرمها وعلمها الواسع، حتى عُرفت بلقب “نفيسة العلم”. بعد قدومها إلى مصر عام 193 هـ مع زوجها إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق، استقرت في القاهرة حيث أصبحت حضنًا دافئًا للاعتكاف العلمي والديني، والتقت بكبار العلماء مثل الإمام الشافعي الذي يكن لها احترامًا خاصًا وزارها باستمرار، وكان أوصى أن تُصلى عليه في بيتها بعد وفاته. ولا يزال ضريحها ومسجدها في حي السيدة نفيسة من أهم المزارات التي يقصدها المسلمين من كل مكان، ويشهد المسجد إقبالًا واسعًا من محبي أهل البيت والباحثين عن الدعاء والبركة يوميًا.

بناء المسجد والضريح في حي السيدة نفيسة بالقاهرة وأثرهما في حب المصريين للسيدة نفيسة

بعد وفاة السيدة نفيسة عام 208 هـ في القاهرة، دُفنت في بيتها، وتحول قبرها إلى مكان مبارك يُزار بقلب القاهرة، وقد تم بناء مسجد وضريح كبيرين يحملان اسمها، ليكونا رمزًا دينيًا وروحيًا يحتضن تاريخًا حافلًا بالعلم والورع والزهد. يزوره آلاف المصلين يوميًا، يغمرهم شعور بالطمأنينة والارتباط الروحي بسيدة أهل مصر، تجسد سيرة السيدة نفيسة في وجدان المصريين حلم المصداقية الروحية والصلة الصادقة بالله. من مظاهر العناية الروحية التي تحيط بهذا المكان، إقامة حلقات العلم التي اعتادت أن تعقدها السيدة نفيسة في حياتها، وقُرئت الآيات وتُسجل الأحاديث النبوية المنتشرة عنها. ولا تقتصر زيارة الضريح على طلب البركة فحسب، بل يحمل الآلاف في قلوبهم حبًا متجذرًا لسيرتها، التي صاغتها التقاليد الروحية والشعبية منذ قرون.

العبر والعِظات من سيرة السيدة نفيسة ودورها في العلم والعبادة بالقاهرة

تُعد السيدة نفيسة نموذجًا فريدًا للمرأة المسلمة التي جمعت بين النسب الشريف والعلم الغزير والزهد والخلق الكريم، وهذا ما يجعل مسجد وضريح السيدة نفيسة بالقاهرة محط اهتمام ليس فقط كزائر روحي بل كمركز علمي وروحي يُستلهم منه الدروس والعبر، منها:

  • الحرص على تحصيل العلم وحفظ القرآن منذ الصغر
  • الإخلاص في العبادة كالانتظام بالصيام والقيام
  • التواضع وحُسن الخلق مع الجميع
  • الإلتزام بالتدبر والذكر والدعاء الصادق

لقد ختمت السيدة نفيسة القرآن الكريم آلاف المرات طوال حياتها، وقد روى الناس عن كراماتها التي لا تزال تحكى وتتناقلها الأجيال، مما يعكس شعبيتها الجارفة في مصر. علاقتها المميزة مع الإمام الشافعي من أبرز العلامات التاريخية، إذ كان يتردد على بيتها، ويتلقى منها العلم ويرثي دعاءها، حتى أوصى أن تُصلى عليه في موقعها بعد وفاته، مما يؤكد علو منزلتها العلمية والروحية. ويعتبر مقامها شاهدًا خالدًا على الدور الكبير الذي قامت به في خدمة الإسلام، كما أنه مصدر إلهام لكل من يبحث عن الصِلة الصادقة بالله، مما يجعل زيارة مسجد وضريح السيدة نفيسة بالقاهرة تجربة روحية متفردة تلامس القلوب.

الحدث التاريخي التاريخ الهجري
مولد السيدة نفيسة في مكة 145 هـ
قدومها إلى مصر 193 هـ
وفاتها ودفنها في القاهرة 208 هـ