رقم قياسي.. اليورو يصعد لأعلى مستوياته منذ 4 سنوات مقتربًا من 1.2 دولار

اليورو يقترب من أقوى مستوياته خلال أربع سنوات مع توقعات خفض الفائدة من الفيدرالي الأميركي، ما يعزز تفوقه على الدولار في ظل تباين السياسات النقدية بين البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي؛ حيث شهدت العملة الموحدة ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى 1.1791 دولار، مع احتمالية تجاوز مستوى 1.20 دولار قريباً بفعل رهانات متزايدة في الأسواق المالية.

تباين السياسات النقدية ودوره في دعم صعود اليورو

تكتسب العملة الأوروبية المشتركة قوة كبيرة في سوق الصرف نتيجة تباين السياسات النقدية المُتبعة بين البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ فبينما يتوقع المستثمرون أن البنك المركزي الأوروبي سيُبقي على أسعار الفائدة مستقرة دون مزيد من التخفيضات، يُرتقب أن يبدأ الفيدرالي الأميركي سلسلة تخفيضات في الفائدة خلال العام الحالي. ويتعزز هذا التوقع بفرضية خفض سعر الفائدة ثلاث مرات بمقدار 25 نقطة أساس لكل منها قبل انتهاء 2025، ما يجعل اليورو أكثر جاذبية أمام المستثمرين.

ويُظهر تحليل عقود الخيارات العكسية لأجل أسبوع زيادة واضحة في الطلب على شراء اليورو، إذ تعكس هذه العقود – التي تقيس الفرق بين تكلفة خيارات الشراء والبيع – ثقة السوق في استمرارية اليورو عند مستويات مرتفعة، لا سيما بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي قرب نهاية دورة التيسير النقدي، مما يرسخ أساسات دعم استدامة مكاسب اليورو مقابل الدولار.

بيانات السوق والرهانات المتزايدة على ارتفاع اليورو

كشفت بيانات مؤسسة “ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ كوربوريشن” (DTCC) عن توجه متزايد للرهانات على ارتفاع قيمة اليورو مقابل الدولار، حيث بلغت نسبة عقود خيارات اليورو-دولار التي تراهن على صعود العملة الأوروبية أكثر من ثلثي حجم التداول يوم الاثنين. كما لوحظ إقبال خاص على عقود تتجاوز مستويات 1.20 دولار، وهو مستوى يشكل اهتماماً واسعاً بين المتعاملين.

صناديق التحوط كانت سابقاً تعتمد على مراكز صعودية معقدة من خلال هياكل مالية متعددة، في حين توجهت في الفترة الأخيرة إلى رهانات أبسط تستهدف تحقيق أرباح مباشرة من ارتفاع اليورو، ما يعد مؤشراً على تزايد ثقة المستثمرين في الأسواق. وأكد متعاملون على علم بتدفقات السوق – طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم – هذا التوجه الجديد نحو مراكز شراء مباشرة، مما يعكس تحوّل واضح في استراتيجيات التعامل مع العملة الأوروبية.

توقعات استراتيجية لمستقبل اليورو مقابل الدولار هذا العام

وفقاً لتقارير استراتيجيي “مورغان ستانلي”، فإن المراكز التكتيكية الحالية على الدولار تبدو محايدة مع اقتراب اجتماع لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يفتح المجال أمام مواصلة مكاسب اليورو في حال صحّت توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات خلال الأشهر القادمة. يمكن أن يؤدي هذا السيناريو، الذي يتسق مع تقديرات المتعاملين، إلى تعزيز قيمته مقابل الدولار وتأكيد الاتجاه الصعودي الذي يلوح في الأفق.

ويأتي هذا بعد أن اقترب اليورو من تسجيل أعلى مستوى له منذ يوليو الماضي، حيث وصل إلى 1.1791 دولار، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.3% خلال جلسة التداول، ومرتفعة بنسبة 14% منذ مطلع العام الحالي، وهو أداء يُعد الأفضل خلال تسعة أشهر متتالية.

• تثبيت سعر الفائدة من البنك المركزي الأوروبي يدعم ثبات اليورو
• توقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي تعزز جاذبية اليورو
• زيادة الطلب في عقود الخيارات على شراء اليورو
• تحول صناديق التحوط نحو رهانات أبسط على صعود العملة الأوروبية

كل هذه العوامل تسهم في خلق بيئة إيجابية تساند استمرار ارتفاع اليورو وتعزز صحوته في مواجهة الدولار، مما يجعل العملة الأوروبية ضمن الأصول الأكثر طلباً في الأسواق الدولية خلال الفترة الراهنة