ارتفاع قياسي.. دويتشه بنك يتوقع وصول أسعار الذهب إلى 4000 دولار للأوقية في 2026

الارتفاع المتوقع لأسعار الذهب في 2025: توقعات مصرف دويتشه بنك الألماني

رفع مصرف “دويتشه بنك” توقعاته لأسعار الذهب على الصعيد العالمي بمقدار 300 دولار، لتصل متوسط الأسعار السنوية إلى 4000 دولار للأوقية خلال العام المقبل، مدعوماً بارتفاع الطلب من البنوك المركزية، وضعف محتمل في الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى استئناف مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير النقدي.

توقعات أسعار الذهب في 2025 وأثر سياسات الفيدرالي الأمريكي

في أبريل الماضي، توقع مصرف دويتشه بنك أن يبلغ متوسط سعر الأوقية نحو 3700 دولار، لكن تحديث التوقعات جاء استجابة لعوامل جديدة، منها المخاطر النزولية المحتملة على السيناريو الأساسي للفيدرالي الذي يتوقع الاستقرار في أسعار الفائدة خلال 2026، عقب ثلاث تخفيضات مرتقبة في 2025 تعد من المحركات الرئيسية لتحفيز أسعار الذهب. هذه التحولات ترفع احتمالية صعود المعدن النفيس، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن التغييرات المرتقبة في تركيبة لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.

وشدد البنك على أن استمرار التحديات أمام استقلالية الفيدرالي وسط مساعي السلطة الأمريكية لتعزيز السيطرة على سياسة أسعار الفائدة يزيدان من الدعم لأسعار الذهب، بحسب ما ورد في تقرير منصة “إنفيستنج” الاقتصادية.

عوامل دعم الطلب الرسمي وضعف الإمدادات وتأثيرها على أسعار الذهب

أشار تقرير دويتشه بنك إلى أن الطلب الرسمي على الذهب ما زال عند مستوى يعادل ضعف متوسط الفترة بين 2011 و2021، مع تصدر الصين للمشتريات الرسمية لهذا المعدن، ما يعزز الاتجاه التصاعدي في الأسعار؛ بل إن إمدادات الذهب المعاد تدويره هذا العام جاءت أقل بنسبة 4% من التوقعات، مما يخفف من القيود التي قد تعيق ارتفاع الأسعار ويزيد من فرص النمو خلال الفترة المقبلة.

• زيادة طلب البنوك المركزية الكبرى، خصوصا الصين
• نقص في إمدادات الذهب المعاد تدويره
• ضعف محتمل في الدولار الأمريكي
• استئناف التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي

وتزيد هذه العوامل من احتمالية استمرار الذهب كملاذ آمن وسط التغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية.

مخاطر وتحديات تواجه توقعات أسعار الذهب العالمية

رغم التفاؤل الحذر، حذر البنك من مخاطر عدة قد تؤثر سلباً على أسعار الذهب، أبرزها الأداء الجيد لأسواق الأسهم العالمية، والضعف الموسمي المعتاد الذي تشهده أسعار الذهب خلال الربع الرابع، وفقاً للبيانات التاريخية التي تمتد لعقدين من الزمن. كما يؤكد التقرير أن الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مستقرة في 2026، مما قد يحد من زخم ارتفاع الذهب.

وأشار التقرير كذلك إلى أن التطورات الإيجابية في المفاوضات التجارية الأمريكية قد تقلل من درجة عدم اليقين المتعلقة بالاستثمار، لكن تأثير ذلك على مشاعر السوق تجاه الذهب يبقى محدوداً. الجدير بالذكر أن المعدن النفيس سجل ارتفاعاً بنحو 40% منذ بداية العام الجاري، مسجلاً مستوى تاريخياً عند 3702.95 دولار للأوقية خلال جلسة الثلاثاء الماضية.

يُعد الذهب دائمًا ملاذًا آمنًا في أوقات التقلبات الاقتصادية، خاصة عندما تسود بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، ما يعزز الطلب عليه ويقوده إلى تحقيق مستويات قياسية في الأسواق العالمية.