تحالفات عالمية.. البنك الإسلامي للتنمية يطلق خطة جديدة للقضاء على الفقر في منتدى أوزبكستان

البنك الإسلامي للتنمية يدعو لتحالفات عالمية للقضاء على الفقر في منتدى أوزبكستان يمثل خطوة جوهرية نحو التكاتف الدولي لمواجهة تحديات الفقر متعدد الأبعاد، إذ يؤكد الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أن بناء شراكات قوية ورؤية قيادية واضحة تعتبر الأساس لتحقيق تنمية مستدامة ومكافحة الفقر بفعالية في الدول الأعضاء.

البنك الإسلامي للتنمية يدعو لتحالفات عالمية للقضاء على الفقر وحلول شاملة لمواجهة التحديات

جاءت دعوة البنك الإسلامي للتنمية لتحالفات عالمية للقضاء على الفقر في منتدى أوزبكستان لتسلط الضوء على الطبيعة المعقدة والمركبة لهذه الظاهرة التي لا تقتصر على انخفاض الدخل فقط؛ بل تشمل جوانب هيكلية مثل ضعف البنية التحتية، وصعوبة الوصول إلى الخدمات المالية، بالإضافة إلى الصدمات الاقتصادية والمناخية والنزاعات التي تؤثر بشكل مباشر على المجتمعات التي تعاني من الفقر. وأكد الدكتور محمد الجاسر خلال كلمته الافتتاحية في المنتدى الدولي الثالث للحد من الفقر بمدينة نامانغان أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تفعيل حلول متكاملة يُبنى عليها التعاون بين الجهات المختلفة، مع التركيز على العدالة والتمكين الشامل لتوزيع الفرص بشكل عادل، وذلك عبر شراكات قوية ورؤية قيادية واضحة تقود هذا المسار.

إطار استراتيجي شامل للبنك الإسلامي للتنمية يركز على مكافحة الفقر للمرحلة 2026–2035

في تصريحاته، أوضح الدكتور الجاسر أن البنك الإسلامي للتنمية يعتزم إطلاق إطار استراتيجي محدث يمتد من 2026 إلى 2035، يضع مكافحة الفقر في جوهر أولوياته ويساعد الدول الأعضاء على توجيه جهودها نحو تحقيق تنمية مستدامة متوازنة. يقوم هذا الإطار الاستراتيجي على ثلاث ركائز أساسية تتمثل في:

  • تعزيز البنية التحتية التي ترفع من الإنتاجية الاقتصادية
  • تنمية رأس المال البشري عبر التعليم والصحة والمهارات
  • رفع القدرة على الصمود أمام الأزمات، بما في ذلك الأمن الغذائي والإجراءات المناخية

وأشار كذلك إلى أن تحقق النتائج المستدامة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بامتلاك الدول الأعضاء لاستراتيجيات وطنية تواكب احتياجاتها وأولوياتها المحلية، مما يُعزز من فاعلية المبادرات في مواجهة الفقر.

تعزيز التعاون الدولي والشراكات الفاعلة: دور البنك الإسلامي للتنمية في منتدى أوزبكستان

شهد المنتدى الدولي الثالث للحد من الفقر تجمع قادة تنمية من مستويات عالية للشراكة وتبادل الخبرات، ضم ممثلين عن الحكومات، ورؤساء بنوك التنمية متعددة الأطراف، ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص. فالمنتدى لم يكن مجرد منصة للنقاش، بل كان مناسبة مهمة لتعزيز الشبكات وتحفيز التعاون الدولي بهدف تنسيق جهود مكثفة لمجابهة الفقر ودفع أجندة التنمية الشاملة على المستويين الإقليمي والعالمي.

في هذا الإطار، أكد الدكتور محمد الجاسر أن البنك الإسلامي للتنمية لا يقتصر دوره على توفير التمويلات فقط، بل يمتد ليكون مضاعفًا للتنمية من خلال بناء شراكات مستدامة، وتوفير الفرص، وتقديم حلول مبتكرة ترفع جودة حياة السكان وتعزز قدرتهم على الصمود. ويُذكر أن البنك دعم أوزبكستان تمويليًا منذ عام 2022 بحجم 2.4 مليار دولار أمريكي، في إطار “استراتيجية شراكة الدولة العضو” التي تهدف إلى تحقيق نمو شامل ومستدام.

الفترة حجم التمويلات (مليار دولار)
منذ 2022 وحتى الآن 2.4

وفي ختام كلمته، طرح الدكتور محمد الجاسر دعوة واضحة للمجتمع الدولي ومؤسسات التمويل والشركاء التنمويين لتوحيد الجهود عبر تحالفات فعالة، تبادل الخبرات، واستثمارات ذكية تُركز على الإنسان أولًا؛ لبناء مجتمعات أكثر صمودًا وازدهارًا، قادرة على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وإصرار. تعكس هذه المبادرة أهمية تضافر الجهود الدولية وتوجيهها في مسار مستدام للقضاء على الفقر، بما يعزز من فرص ازدهار الشعوب وتحقيق التنمية الشاملة.