تحديد دقيق.. موعد رمضان يُعلن بناءً على التقويم الهجري والرؤية الشرعية

رمضان موعد مهمٌ ينتظره المسلمون بدقة، والتقويم الهجري والرؤية الشرعية هما الركيزتان الأساسيتان لتحديد بداية هذا الشهر الفضيل، إذ يعتمد المسلمون على هذين العنصرين لمعرفة أول يوم من أيام رمضان بدقة وشرعية. يُعَدُّ التقويم الهجري الأداة الرسمية التي تنظم مواعيد العبادات والمناسبات الشرعية، حيث لا يمكن اعتبار أي التاريخ الميلادي دليلًا قاطعًا على بدء الشهر الكريم دون ثبوت الرؤية الشرعية للهلال.

التقويم الهجري والرؤية الشرعية في تحديد موعد رمضان بدقة

التقويم الهجري هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر حول الأرض، ويتألف من اثني عشر شهرًا قمريًا تتراوح مدة كل شهر منها بين 29 و30 يومًا حسب رؤية الهلال، وهو ما يجعل مواعيد الشهور تتفاوت سنويًا مقارنة بالتقويم الميلادي الشمسي. اعتمد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه التقويم الهجري رسميًا، وجعل بداية العام الهجري توافق هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة عام 622 ميلاديًا. وتُستخدم السنة الهجرية لتحديد المواقيت الدينية مثل رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى ومواقيت الحج والزكاة، بحيث تعتمد البداية على رؤية الهلال الشرعية وليس على الحسابات الفلكية وحدها، رغم أهميتها ومساعدتها في التوقع.

الحساب الفلكي قادر على تقدير مواعيد الشهور بدقة تقريبية، ولكن ما يُعتد به شرعًا هو ثبوت رؤية الهلال بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر السابق، حيث إذا ثبتت الرؤية يُعلن بدء الشهر الجديد، وإن تعذر ذلك يُكمل الشهر الثلاثون يومًا. هذه السنة القمرية تختلف عن السنة الميلادية بحوالي 11 يومًا، ما يجعل بداية شهر رمضان يتقدم سنويًا في التقويم الميلادي بحوالي 10 إلى 12 يومًا، مما يؤدي إلى مرور رمضان بكل فصول السنة على مدار العقود.

موعد رمضان 1447 هـ حسب التقويم الهجري والرؤية الشرعية

وفق الحسابات الفلكية الأولية، من المتوقع أن يبدأ شهر رمضان لعام 1447 هـ يوم الخميس 19 فبراير 2026 ميلاديًا، لكن التاريخ الرسمي يعتمد على ثبوت رؤية الهلال شرعًا؛ لذلك تظل الرؤية الشرعية المرجع الأوحد لتحديد بداية الشهر الكريم. بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من شعبان، تقوم الهيئات المختصة في الدول الإسلامية، مثل دار الإفتاء في مصر، بمراقبة الهلال، فإذا تمَّت الرؤية يُعلن بدء الشهر، وفي حالة تعذر الرؤية يُكمل الشهر 30 يومًا.

تبدأ الدعوات الحسنة بين المسلمين لاستقبال رمضان بروح إيمانية نابضة، ويلجأ الجميع إلى الاستعدادات الروحية والنفسية التي تشمل توبة النفس والتقرب إلى الله وطرد الذنوب، إضافةً إلى التجهيز العملي من خلال الأعمال التطوعية والصدقات وتنظيم الإفطارات الرمضانية بالإضافة إلى برامج تعليمية وثقافية تعزز من روحانية الشهر الكريم.

أهمية التقويم الهجري والرؤية الشرعية في الحياة اليومية وتوحيد مواعيد رمضان

يلعب التقويم الهجري دورًا محوريًا في تنظيم حياة المسلمين، فهو ليس فقط أداة لتحديد المناسبات الدينية، بل يُستخدم أيضًا في تسجيل الأحداث التاريخية المهمة مثل المواليد والأعراس والمناسبات الرسمية. تعتمد بعض الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية على هذا التقويم في إدارة الخدمات الحكومية لضمان تماشي الحياة اليومية مع السنة القمرية، مما يعكس التكامل بين الشريعة والتنظيم المدني.

الرؤية الشرعية للهلال تحتل مكانة مركزية في تعيين بداية الشهور الهجرية، ولا سيما شهر رمضان، حيث تحافظ على وحدة المسلمين بمواعيد الصيام والعبادات، وتعزز الالتزام بالضوابط الشرعية. ويُحث المسلمون مع اقتراب رمضان على اغتنام الفرصة في التقوى وزيادة الأعمال الصالحة والبعد عن المعاصي، مع ترسيخ القيم الاجتماعية مثل الصدق والصبر والعطاء ومساعدة المحتاجين، مما ينمي الروح الجماعية ويزيد من ترابط المجتمع الإسلامي.

• اعتماد التقويم الهجري على الرؤية الشرعية للهلال
• تحديد بداية شهر رمضان بناءً على ثبوت الرؤية
• التقويم الهجري يُستخدم في المناسبات الدينية والرسمية
• الرؤية تحافظ على توحيد مواعيد الصيام والعبادات
• الاستعدادات الروحية والاجتماعية لشهر رمضان

أما ترتيب الأشهر الهجرية فهو كما يلي: محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة، ولكل شهر خصوصيته الدينية، مع تميز شهر رمضان بشرف الصيام والعبادة، وشهر ذو الحجة بمناسك الحج وعيد الأضحى.

تتباين الأيام بين التقويمين الهجري والميلادي؛ إذ يبلغ طول السنة القمرية 354 يومًا تقريبًا، مما يجعل رمضان يتقدم كل عام ما بين 10 إلى 12 يومًا ميلاديًا، فينتقل عبر الفصول ويتيح للمسلمين تجربة الصيام في ظروف مناخية مختلفة، مما يضيف بُعدًا روحيًا وإنسانيًا فريدًا على هذه العبادة.

التقويم الهجري والرؤية الشرعية يشكلان إطارًا متكاملاً يضمن دقة تحديد موعد رمضان، ويحفزان المجتمع المسلم بأسره لاستقبال هذا الشهر الكريم بالطمأنينة والإيمان، مستغلين هذه المناسبات في تفعيل التقوى وبناء روابط قوية تجمع الأسرة والمجتمع في عمل صالح ينمي القيم ويصقل النفوس.